متابعي الافاضل وأخص منهم عزيزي المريض المصري في كل مكان
يشرفني اليوم ان اعرض عليكم في مقالتي هذه بعض التحفظات بل والنصائح لكم جميعا وخاصه في ايام شهر رمضان الفضيل
متابعي الكرام..
في البدايه عزيزي المريض الصائم احب ان انوه الي انه يجب على المريض أن يتحمل وأن يصبر ما استطاع، وأن لا يستخدم البخاخ الخاص به إلا بقدر الحاجة والضرورة. ولعل ذلك لا يُخل بالصوم؛ لأنه لا يدخل في مجرى الطعام والشراب، وإنما هو مع مجرى النفس فهو شبيه بالغبار ودخان النار الذي يشمه الإنسان بدون قصد، فالمريض مضطر إلى هذا البخاخ طوال حياته، أو حتى يزول أثر الربو ويتم الشفاء.نتحدث عن بخاخ الأنف الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من الكحول فالذي يظهر أن النسبة القليلة من الكحول في الأدوية لا يحرمها على مستعملها، ولا يحكم بنجاستها لأجلها، وذلك لأن المسكر إذا خلط بنسبة قليلة مع الماء، أو الدواء، فإنه يستهلك ولا يبقى له أثر، فلا يصير الشراب المشتمل على نسبة كحول (5%) مثلا مسكرا، والإسكار هو علة التحريم في الخمر، فإذا انتفت عن ذلك المخلوط لم يأخذ حكم التحريم الوارد في الخمر؛ لا من حيث حرمة تناوله، ولا من حيث نجاسته؛ ولذلك صدر بجواز استعمال الأدوية المشتملة على نسبة قليلة من الكحول المسكر قرارات من مجامع الفقه الإسلامي، وفتاوى من لجان وهيئات الإفتاء في العالم الإسلامي، مع استحباب وتفضيل تجنب إدخال الكحول في شيء من الأدوية، حرصا على اجتناب الشبهات.
متابعي الكرام ان
استعمال البخاخ لأجل الحساسية لا يفطِّر على الصحيح، وسواء كان ذلك عن طريق الأنف أو عن طريق الفم ؛ فهو يتبخر ولا يكون له جِرم يدخل في الجوف .
سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
أشعر بمرض حساسية في انفي وأستعمل لها علاج “بخاخ للأنف ” وإذا لم أستعمله يكون فيه مشقة عليَّ عظيمة من ضيق النفس ، ولا أستطيع الصبر عن العلاج أكثر من ثلاث ساعات ، وإن لم أستعمله فإنه يضيق نفسي نهائيّاً ، والمشكلة العويصة هي إقبال شهر رمضان حيث أنني أستعمله وأخشى أن يجرح صيامي ، وإن تركته لا أستطيع ، علماً أني كنت في بعض الأيام من رمضان أستعمله ولكني كثير الحرص من وصوله إلى حلقي ، فما حكم ذلك ؟ وما حكم استعماله .
فأجاب :
نسأل الله لك الشفاء والعافية ، والجواب على سؤالك : أن هذا البخاخ الذي تستعمله ما هو إلا شيءٌ يشبه الغاز بكوْنه يتبخر ولا يصل منه شيءٌ إلى المعدة ، وحينئذٍ فنقول : لا بأس أن تستعمل هذا البخاخ وأنت صائم ولا تفطر بذلك ؛ لأنه – كما قلنا – لا يصل إلى المعدة منه أجزاء لأنه شيءٌ يتطاير ويتبخر ويزول ولا يصل منه جِرم إلى المعدة حتى نقول إن هذا مما يوجب الفطر ، فيجوز لك أن تستعمله وأنت صائم . ..
متابعي الكرام ، اما عن حكم استخدام بخاخ الربو,
بخاخ الربو هو عبارة عن ءالة يستخدمها مريض الربو بها دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز خامل يدفع الدواء من خلال جرعات هوائية يجذبها المريض عن طريق الفم ، فيعمل كموسع قصبي تعود معه عملية التنفس لحالها الطبيعي.
والذي عليه أهل العلم أن هذا البخاخ الذي يستعمله مريض الربو أثناء الصيام يعتبر مفطّرًا ؛ وذلك لعموم مفهوم قوله تعالى: [ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الفَجْر ِ] [البقرة:187]، أي: فإذا تبين لكم فلا تأكلوا ولا تشربوا شيئًا.
كما أن معنى الصوم هو الإمساك ، ولا يتحقق الإمساك بدخول شيء ذي جِرم إلى الجوف ، وإلا كان ركن الصيام منعدمًا ، وأداء العبادة بدون ركنها لا يتصور .
والخارج من البخاخ رذاذ له جرم مؤثر ، وليس صحيحاً أنه مجرد هواء ، وإلا لم يكن علاجاً ؛ فإن الهواء المجرد يتنفسه المريض وغيره . وقد قرر العلماء أنه لا فرق بين ما يعده العرف أكلا أو شربًا وبين ما لا يعده كذلك
عد ذلك إذا تقرر أن بخاخة الربو من جنس المفطرات ، فإن مستعملها لا يخلو أن يكون مريضًا مرضًا مؤقتًا أو أن يكون مريضًا مرضًا مزمنًا ، فإن كان الأول وهو المؤقت الذي يرجى برؤه فإنه يلزمه القضاء عند التمكن من الصيام ؛ وذلك لقوله تعالى:[ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ] [البقرة : 185].
أما من لا يرجى برؤه بأن كان مرضه مزمنًا فإنه يفطر ولا صوم عليه ؛ لقوله تعالى: [ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ] [الحج:78] ، ويلزمه الفدية عن كل يوم إطعام مسكين بما مقداره مد من غالب قوت البلد ، ويجوز أن يطعم المسكين مقدار ما يغديه ويعشيه . والله تعالى أعلم وأحكم .
المستشار الدوائي للجمهوريه ..
الدكتور// هاني عبد الظاهر ….