الفرق بين مفهومى الفقر والمهددين به

للدكتور_ حسن عبدالعال 

متابعة_ احمد عبد الحميد

فى تعليقه على البيان الذى أصدره البنك الدولى بمناسبة تجديد إنفاقه مع مصر لسنتين اضافيتين ذكر زياد بهاء الدين النائب السابق لرئيس مجلس الوزراء والوزير السابق للتعاون الدولى ، أن المجتمع المصرى لا ينقسم إلى فقراء وغير فقراء فقط ، بل يتضمن قطاعا كبيرا من المهددين بالفقر يكاد يضم ثلث أفراد الشعب إذا اعتمدنا على تقديرات البنك الدولى فى بيانه الأخير .

وهناك فرق بين مفهومى الفقر (Poverty) والمهددين به ( Vulnerability ) فقياس نسبة الفقر فى المجتمع يستند إلى تحديد دخل يومى للفرد يكون من لا يحققه فقيرا أو واقعا تحت خط الفقر ، وأما عن المهددين بالفقر فهم من لا يقعون اليوم تحت خط الفقر ، ولكن تهددهم الظروف بالوقوع تحته مستقبلا إذا تغيرت ظروفهم ، سواء كان ذلك لأسباب شخصية ( مثل الإصابة بالمرض او الفصل من العمل ) ، او لأسباب قطاعية ( مثلما هو حال من يتعرضون لتقلبات التشغيل فى قطاعا البناء والسياحة ) أو لأسباب محلية ( حينما يصيب الاقتصاد ركود عام ) أو لأسباب دولية أو إقليمية ( مثلما حدث وقت عودة العمال المصريين من ليبيا ) فى كل هذه الحالات فإننا نكون بصدد أشخاص يعملون ويكسبون دخلا لا بأس به يتجاوز حد الفقر ، ولكن ظروف عملهم من الهشاشة وعدم الاستقرار ما يجعلهم مهددين باستمرار من الوقوع فى دائرة الفقر مع أى تغيير سلبى غير متوقع .

وتجاهل هذا القطاع من الدولة يعبر عن قصور فى نظرتنا للملف الاجتماعى ، لأن كثيرا من أعضاء هذه الفئة قد لا يكونون اليوم مستحقين لإعانات او دعم ولكن حياتهم معلقة بخيط رفيع من الدخول غير المستقرة والتقلبات المفاجئة فى ارتفاع الأسعار .
وهؤلاء يحتاجون إلى سياسات تحقق لهم قدرا من الاستقرار والطمأنينة من ذلك مثلا السياسات التى تحقق الاستدامة فى العمل بالنسبة لأصحاب الأعمال الموسمية ، وإتاحة العلاج الصحى المجانى من خلال تأمين صحى شامل ، والحماية القانونية من الفصل التعسفى . . . الخ
أن الفقر هو التحدى الأكبر الذى يواجه مصر ومكافحته تحتاج لسياسات توفر الحد الأدنى من احتياجات الفئات الأكثر فقرا ، كما تحتاج أيضا سياسات وقائية تحمى قطاعا كبير من المجتمع من الانضمام إليهم .

 

 

 

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏بدلة‏‏‏

Related posts

Leave a Comment