ميادة عبدالعال تكتب الانسحاب أفضل قرار

هكذا قالها الفيلسوف “ألبير كامو ” الانسحاب من حياة بعض الأشخاص ، لا يعني الاستسلام ، بل غالباً يعني أنك صمدت طويلاً من أجل شيء لا يستحق.

الانسحاب ليست كلمة مغلوطة ، فالحقيقة أن الانسحاب أحيانا يكون القرار الصحيح وليس انسحاب يعبر عن الجبن أو الضعف ، أو يعبر عن شخص لا يقدر على المواجهة فيضطر إلى أن ينسحب خارج المواجهة . فيتطلب الانسحاب أحيانا شجاعة وليس مجرد قرار عادى .بكل بساطة متى تتخذ قرارك بالإنسحاب من حياة شخص ما ؟!

هناك نوع من الناس لا يمكن ان نطلق عليه أنه نوع غبي جدا من الناس ، ولا سبيل من التحدث معه .هنا الانسحاب من الحديث مع شخص مثل هذا يعد قرار الانسحاب هو الفضل ز حيث إن الاستمرار فى الحديث معه يعد نوع من أنواع الغباء أيضا . وأحيانا ينشأ نقاش فى نقطة ما بين شخصين ناضجين متحابين وعلاقتهم قريبة وجيدة جداً ، ولكن أحدهم عصبي قليلاً وهنا يكون النقاش غير متكافئ ، حيث أن الشخص العصبي سريع الانفعال وبالتالى هو قليل ، ولذلك غالياً لا يسمع الكلام كله وأيضا لا يقول ما يريد قوله بشكل صحيح . ولذلك أحياناً احتراما للعلاقة مع هذه الشخص أثناء النقاش ، عنما تجد أن الأمر تطور معه بانفعال هنا يجب أن يكون الانسحاب

أحيانا يكون هناك أشحاص أو مواقف ، تجد نفسك إن حاولت مواجهتهم بطريقة مباشرة سيكون الأمر ليس جيداً وسيعود عليك بالخسارة . هنا فكرة أن تبتعد لأجل أن تتجنب المشاكل مع الأخرين يعتبر الانسحاب أفضل قرار .

وفى هذا العصر ينتشر الناس ذوى المصالح كثيراً، فإن كنت من أصحاب المال ، الشهرة ، المعارف ، المهارات ، فيؤسفى القول إنك من أكثر الناس عرضة لهذا النوع من الناس ، العلاقة والمصلحة كلمتان مرادفتان تتناغمان معاً، لهما هدف واحد ومبدأ واحد. والمصلحة هي صخرة تتفتت عليها في أحيان كثيرة كل القيم الإنسانية، ولا شيء يعلو فوق المصلحة  لست ضد العلاقة القوية بين الناس لكنني ضد العلاقة القائمة على المصلحة الشخصية وما أكثرها في مجتمعنا وفي غالبية شرائح المجتمع ، وهنا مع هذه الشخصيات يصبح الابتعاد والانسحاب أفضل قرار

رغم أن الظروف أحياناً ما تضطرنا لفعل ما لا نود أو ما لا نحب أن نفعل فهي تُجبرنا على الانسحاب من وسط من نحبهم، ورغم أنهم قد يكونوا أخطأوا في حقنا إلا أنه لا بأس من الابتعاد عما يُسبب لنا الجرح و الألم.

ولعل أكثر ما قد تلاحظه عند تعرضك لأحد المواقف الصعبة سهولة  فقدانك الثقة بقراراتك وبمدى دقة حكمك على الحدث الذى يمر بشكل عام ، الأمر الذى سيشعرك بالارتباك . انسحب قبل أن تتعمق جراحك فأن الانتظار وعدم الانسحاب إلى حين حدوث الجرح يعد انتظاراً أكثر من الازم ، لأن الجرح بمجرد أن يقع ، قد يصبح من الصبعب إعادة التئامه من جديد ، فلا تخدع نفسك وانسحب بهدوء تام  ، وأخيراً….الإنسـحاب في بعض الأحيانْ، يُنقذ الموقف..!

 

Related posts

Leave a Comment