[ad id=”66258″]
بقلم ..د / أحمد الشامي
وذلك لأن حمده حمداً في لغة العرب في المعجم الوسيط أثنى عليه . وحمده فلانا لغة جزاه وقضى حقه . وحمده الشيئ لغة رضى عنه وإرتاح إليه . وأثنى على فلان لغة وصفه بخير . وورد في تفسير الطبري لقوله تعالى ( وما محمدُ إلا رسولُ قد خلت من قبلهِ الرسلُ ) سورة آل عمران آية 144 . أي وما محمد إلا رسول كبعض رسل الله الذينَ أرسلهم إلى خلقه داعيا إلى الله وإلى طاعته الذين حين إنقضت آجالهم ماتوا وقبضهم الله إليه . وورد في تفسير السعدي ليس ببدع من الرسل بل هو من جنس الرسل الذين قبله وظيفتهم تبليغ رسالات ربهم وتنفيذ أوامره ليسوا بمخلدين وليس بقاؤهم شرطا في أمتثال أوامر الله بل الواجب على الأمم عبادة ربهم في كل وقت وبكل حال . وورد في تفسير الوسيط لطنطاوي أن الآية تقرير لحقيقة ثابته ولأمر مؤكد وهو أن محمدا صلى الله عليه وسلم واحد من البشر وأنه سيموت كما يموت جميع البشر وأنه ليس له صفة تميزه عن سائر البشر سوى الرسالة التي وهبها الله تعالى له ومنحه إياها وأن هذه الرسالة لا تقتضي بقاءه أو خلوده إذ الرسل الذين سبقوه قد أدوا رسالتهم في الحياة كما أمرهم خالقهم ثم ماتوا أو قتلوا . والقصر في قوله تعالى ( ما محمد إلا رسول ) من باب قصر الموصوف على الصفة أي قصر محمد صلى الله عليه وسلم على وصف الرسالة قصرا إضافيا وفي هذا القصر رد على بعض ما صدر من بعض المسلمين من إضطراب وضعف حين أرجف المنافقون في غزوة أحد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد قتل فكأنه تعالى يقول لهم إن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول من الرسل الذين أرسلهم الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وسيكون مصيره إلى الموت إما عاجلا أو آجلا كما هو شأن سائر البشر الذين اصطفى الله تعالى منهم رسله إلا أن رسالته التى جاء بها من عند الله لن تموت من بعده بل ستستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولا يصح أن يضعف أتباعه في عقيدتهم أو في تبليغ رسالته من بعده بل عليهم أن يتمسكوا بما جاءهم به وأن يدافعوا عنه بأنفسهم وأموالهم . لذا يجب علينا أن نتعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أنه واحد من البشر أثنى عليه قومه بالصدق والأمانة فصدقناه وآمنا بما قال إذ لم نجد في كلامه إلا الصدق . فمن يجد فيه كذباً يأتى به ولم ولن يجد بفضل الله . إنه محمد صلى الله عليه وسلم نبي ورسول المسلمين أرسله الله إلى الجن و الإنس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور . مات مثلما مات غيره من البشر وذلك لأنه لا صفة تميزه عن سائر البشر سوى الرسالة التي وهبها الله تعالى له ومنحه إياها وأن هذه الرسالة لا تقتضى بقاءه أو خلوده لأن الرسل السابقين له قد أدوا رسالتهم في الحياة كما امرهم خالقهم ثم ماتوا أو قتلوا . فمحمد صلى الله عليه وسلم نبى ورسول الرحمة خلقه الله داعيا إلى الله تعالى وإلى طاعته .
[ad id=”87287″]