كتب .خالد مختار
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن قيصر روسيا لما أراد الدخول في الإسلام طلب من أحد العلماء في ذلك الوقت أن يبيح له شرب الخمر، ولكن هذا العالم رفض مؤكدًا تحريمه، فرفض القيصر الدخول في الإسلام، لافتًا إلى أن المؤرخ الإسلامي تقي الدين المقريزي، ذكر ذلك في أحد مؤلفاته.
وأضاف «جمعة»، إن المصحف طبع في روسيا نحو عام 1787م، مؤكدًا أن قيصر روسيا أراد الدخول في الإسلام لما رأى فيه أنه دين شامل سياسيًا واجتماعًا وغير ذلك.
وأشار المفتي السابق، إلى أن هذا العالم أخطأ في فتواه هذه، وأضاع فرصة دخول الإسلام في روسيا، مضيفا: كان ينبغى عليه أن يأذن له، وبعد الدخول في الإسلام قد يعينه الله على ترك الخمر، مؤكدًا أنه يصح الإسلام مع الشرط الفاسد.
جدير بالذكر أن رجلاً أراد الدخول في الإسلام فاشترط أن يصلى مرتين في اليوم فقط فوافقه الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما ورد عن نصر بن عاصم عن رجل أنه: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم على أنه لا يصلي إلا صلاتين فقبل ذلك منه». رواه أحمد وغيره وفي لفظ آخر له “على أن لا يصلي إلا صلاة فقبل منه»
ورأى العلماء أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل ذلك من هذا الرجل تأليفا له في الدخول في الإسلام، ويؤمر بالقيام بكل الصلوات بعد ذلك ويلقي الله في قلبه القبول، ولهذا نظائر في هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما أورده صاحب منتقى الأخبار مع الحديث المذكور تحت باب (صحة الإسلام مع الشرط الفاسد).
وعن وهب قال: سألت جابرًا عن شأن ثقيف إذ بايعت، فقال اشترطت على النبي صلى الله عليه وسلم أن لا صدقة عليها ولا جهاد، وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول: سيتصدقون ويجاهدون». رواه أبو داود، وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «أسلم، قال: أجدني كارها، قال: أسلم وإن كنت كارها». رواه أحمد.
وروى أحمد والنسائي عن حكيم قال: «بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخر إلا قائما- أي أنه لا يركع في الصلاة، بل يقرأ ثم يسجد من غير ركوع- وهذه الأحاديث كلها تدل على إن هذا كان من النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الترغيب لهم في الإسلام، وعدم اعتبار شروطهم هذه الفاسدة بل لو دخلوا في الإسلام يوفقهم الله تعالى للتسليم للدين كله.
وذكر الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم بعد ذكر هذه الأحاديث: وأخذ الإمام أحمد بهذه الأحاديث وقال يصح الإسلام على الشرط الفاسد، ثم يلزم شرائع الإسلام كلها، ولا يخفى أن هذا فيمن يراد تأليفه على الإسلام من غير المسلمين.