الكتور // هاني عبد الظاهر يشن حملاته الشرسه ضد اعلانات الادويه مجهولة المصدر التي انتشرت داخل المجتمع المصري

متابعي الاكارم  في كل مكان , السيدات والساده،   اليوم يسعدني ان الفت عناية سيادتكم الي ظاهره غريبه علينا جميعا ، وبكل اسف استطيع ان اقول انها سرعان ما تفشت من خلال وسائل الاعلام داخل ثنايا المجتمع المصري فغزت معظم بيوتنا  معتمده في انتشارها ذلك علي جميع وسائل الاعلام المقروء منها والمرئي والمسموع وفي الحقيقه تلك الظاهره قدانتشرت فى الفترة الأخيرة إعلانات الدواء فى الطرق ووسائل المواصلات أوسيارات النقل الخاصة بنقل الدواء (وذلك للأدوية المرخصة من وزارة الصحة)، إلى جانب الإعلان فى الفضائيات ووسائل الاعلام المقروءة الذى ظهر فى فترة سابقة، وذلك للأدوية مجهولة المصدر.

ولهذه الظاهرة مردود خطير على الصحة العامة للمجتمع المصرى والوضع الصحى الخاص للمرضى، وهو ما أكدته د.شريفة فهمى مصطفى رئيس قسم العقاقير بكلية الصيدلة بإحدى الجامعات المصرية قائلة: البعض يدافع عن هذه الظاهرة بقوله إنها ترفع وعى المريض بوجود علاج لحالته الصحية وتشجعه على العلاج، وأن الإعلان عن الدواء موجود فى بلاد مثل الولايات المتحدة فذلك مردود عليه بإيضاح مساوئ هذا التقليد وخطورته خاصة فى بلاد تعانى انخفاض الوعى الصحى والمستوى التعليمى بل وتعانى الأمية، كما أن الدول المتقدمة لا يتم تداول الدواء فيها إلا عن طريق الروشتة المكتوبة بواسطة الطبيب مما يضمن رؤية الطبيب للحالة الصحية وتقييمه لها، وأن الدواء تمت كتابته بعد مراجعته وكل ما قد يقترحه المريض هو رأى للمناقشة فقط، ولا يمكن أن يقرر المريض منفردا ما سوف يعالج به عكس ما يحدث فى مجتمعاتنا مما قد يشكل خطرا شديدا على الصحة. وتعدد د.شريفة مساوىء الإعلان عن الدواء بمايلى:ـ

أولا: استخدام الإعلانات عن الدواء فى وسائل الاعلام تؤثر على المريض نفسيا (وهو أحد أهداف الإعلان)، ويقنعه بأن سلامته تكمن فى استخدام هذا المنتج، بغض النظر عن أنه قد تم إغفال ذكر الكثير عن هذا الدواء مثل آثاره الجانبية، والحالات المحظور استعماله فيها، وتداخله مع الأدوية الأخرى التى قد يتناولها المريض أو تداخله فى حالة مرضية أخرى يعانيها.. إغفال كل هذه الجوانب والتى تحتاج لفهمها مستوى معينا من الدراسة الطبية والكيميائية، قد يصل بالمريض إلى قرار شراء الدواء منفردا على إنه مفيد لحالته، وهى حالة خادعة يدفعه إليها الإعلان ومؤثراته دفعا مما يسبب له أشد الضرر.

ثانيا: أثبتت الإحصائيات أن أغلبية المرضى يعطون ثقة كبيرة لما يذاع من إعلانات الأدوية ظنا منهم أن فى إذاعتها موافقة أكيدة من الجهات الصحية المعتمدة مثل وزارة الصحة وبالتالى كل ما يقال فيها صحيح وهو اعتقاد خاطئ، فهذه الإعلانات لا تتم مراجعتها من أى جهة صحية معتمدة وهى مسئولية معلنيها فقط، وكثير من هذه الأدوية لم تثبت فاعليتها أو قد تكون مضرة صحيا وخصوصا الأدوية أو المستحضرات التى تباع خارج الصيدليات وغير المرخصة، ففى هذه الحالة لا يوجد أى شروط صحية سليمة أو اختبارات تقييم للدواء تثبت فاعليته بل على العكس، تجاهل منتجيه الحصول على مثل هذه التراخيص دليل إدانة بعدم الفاعلية بل والخطورة.

وتضيف: من مساوئ الدعاية فى وسائل الإعلان عن الدواء، الحث على كثرة استخدام الأدوية مما يشكل تهديدا للصحة بشكل عام على المدى البعيد، ومثال لذلك كثرة استخدام المضادات الحيوية التى تؤدى إلى تكوين سلالات مقاومة لها على المدى البعيد مما يفقد الدواء فاعليته وتعرض المرضى لأمراض الفشل الكلوى وتؤثر على سلامة الكبد، وأيضا كثرة استخدام مضادات الالتهاب والمسكنات تسبب قرحة المعدة وهكذا, ناهيك عن أضرار استخدام الأعشاب الطبية مجهولة المصدر وتأثيرها على الكلى والكبد وغيره..

ثالثا: فى غالبية الأحوال يروج دعائيا لأدوية مرتفعة الأسعار فى حين تكون البدائل الأقل ثمنا متوافرة وبنفس التركيب الكيميائى، ولكن المريض لا يتم إعلامه بذلك عن عمد ويتم التأثير عليه نفسيا خلال الإعلان للتمسك بالأغلى ثمنا، ولذلك يجب أن تبقى الأدوية والمستحضرات الطبية بعيدا عن الوسط الدعائى نظرا لما تتميز به من حساسية وخصوصية لأنها تتعامل مع الصحة، ويجب أن تتداول تحت إشراف متخصص ولا تترك لشركات كل ما تبتغيه هو رفع مستويات المبيعات والأرباح والترويج لمنتجاتها.

الجديد بل والخطير  متابعي الاكارم  أن هناك فضائيات أصبحت تفرد مساحات اعلانية لتجار يروجون أدوية لعلاج أمراض خطيرة دون أى رقابة من أى جهة، ولأن المريض «كالغريق  يتعلق بقشة «فغالبا ما يدفع هؤلاء الثمن، وقد يفقدون أرواحهم ضحية هذه الاعلانات المضللة، كل هذا يحدث فى ظل وجود وزارة للصحة ومجلس أعلى للإعلام ومواثيق للشرف الاعلانى ونقابات للأطباء والصيادلة تمنع مواثيقها كافة أنواع الاعلانات عن الأدوية؟ إذن فمن المسئول عن هذه الحالة من الفوضى؟ خاصة إذا علمنا أن معظم هذه الأدوية مغشوشة وفقاً لتقارير وزارة الصحة. … ارجو ان اكون قد اصبت ….

 

والله الموفق والمستعان

 

المستشار الدوائي للجمهوريه 

 

الدكتور // هاني عبد الظاهر

Related posts

Leave a Comment