السماء تمطر والبرد قارص والليل يسكنه الخوف وحركة الاشباح وهو مازال ينتظر فوق الطريق كى تعود. ينظر طرف الطريق من هنا وهناك وتزوغ عيناه بين هطول الامطار حينآ وحينما تتوقف حينآ آخر فلن يجد غير الثرى ترقد فوقه سقطات المطر ولا يسمع غير صفير الريا ح الذى يطرق آذانه ولا يشعر الا بجسده الذى يرتعد من شدة البرد وما زال على الطريق ينتظر!؟
من ؟ تنتظر انت ؟ وهل عادت البلابل يومآ بعد أن هجرت عشها ؟ كفى ثم عود فلا زمان عاد ولا ليل يدوم . جفف دموعك التى زابت وسط حبات المطر ارحل بقلبك من هنا فلن يبقى الا الايكه فلا تنتظر بعد الرحيل .
ولكنه أخذ يناجى قلبها وسط الفضاء ..الا تتذ كرين طريقنا ؟ هاهنا شهد الزمان ميلادنا شهدت البلابل والطيور والزهور عناقنا غنى الشجر وتمايل مع ضحكاتنا جفف نسيم الربيع عند العصارى دموعنا حينما بكت العيون سعادة لهونا اين العهود التى كتبت بدمائنا ليس الرحيل طريقنا ولا الهجر ولا الفراق سبيلنا للموت نسلم والهوى آمرنا ؟ هل ضاق قلبى الفسيح الذى هرولت بين دروبه ونبشت بأظافر الطفولة جداره وضمك حنيآ ونحنى دفئآ من برد الشتاء ووحشة ليله انت الوليف لى طريقى منذ عرفته فلما الرحيل ؟ فلن اقوى الطريق برفقتى قلبى وحيدآ أخشى عليه ظلمة آنيه يموت صرعآ حنآ عليك بعد فراقه فلا مطر السماء بمعبئ ولا برد الشتاء بمؤمن ولا ظلمة الليل وكحله متخوف ولكن سأظل ها هنا على الطريق انتظر كى لى تعود …