هل تريد ان تكون هذا المُفلس

بقلم. الشيخ السيد العباسي

أحبتي الكرام..
ومازلنا مع النور الذي يضيء للانسان طريقه الي ربه.
وهي اقرب الطرق المؤدية الي الله والي قلوب العباد..
هي من تجعلك محاسبا لنفسك واصلا بها الي اعلي الدرجات في الجنة بدعوة خالصة صادقة من حبيب لك رأي فيك الاسلام بأخلاقه السهله اليسيره..
اذا علمنا..
ان ايمان المسلم وعبادته ومعاملاته منظومة متكامله ومتفاعله يغذي بعضها بعضا ؛ لأن علاقة الإنسان بربه في اداء الفرائض من توحيد وطاعة واستسلام وتعظيم لاتنفصل عن الاخلاق بأي حال… خالية من الرياء والسمعة
واذا علمنا…
ان المسلم يعطي ويبذل اغلي ماعنده ولاينتظر الاجر والثواب الا من الله لأن اخلاقه عاليه في عنان السماء لاتنتظر الشكر والثناء ولاالعطاء بل ينتظر عكس ذلك لأن قلوب الناس متغيره ساعة تحب وساعة تبغض اما المسلم الحق يسير بقوله تعالي (انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا ولاشكورا ).
ولما جاء رجل للامام سفيان الثوري فسبه وشتمه فقال له الامام والله ماتعلمه عني اقل مما اعلمه عن نفسي.. فاستحيا الرجل من رد الامام..
واذا علمنا…ان اسلامنا من توحيد وايمان وعباده الشارح له هي الاخلاق وكيفية التطبيق لذلك الايمان بين الفرد والمجتمع متقيدا بالأوامر والنواهي. لقوله تعالي (يآيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون…. الحج.
وقوله تعالي (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنت الفردوس نزلا….الكهف)
واذا علمنا…ان الاسلام هو الذي يستعمله صاحبه لضبط نفسه واخضاع كل ذرة من جسده لله تعالي ولايُخضع هو ويطوع اسلامه لأغراضه الشخصية أو فهم عقله لما يراه صالحا له…
ولو سألنا هل في الاسلام انفصال بينه والمعاملات..
يسال النبي الصحابة…
اتدرون من المفلس. ؟
قالوا المفلس فينا من لادرهم له ولامتاع.
قال المفلس من امتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته.. ويأتي وقد شتم هذا ؛ وقذف هذا ؛ واكل مال هذا ؛ وضرب هذا ؛ وسفك دم هذا…
فيقعد فيَقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته ؛ فإن فنيت حسناته قبل ان يقضي ماعليه ؛ أُخذت من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار…حديث حسن صحيح..
من هنا يري الكثير ان الافلاس يكون في المال… اما النبي فيعلم صحابته أن المُفلس هو مُفلس الأخلاق والمعاملات..
لأن هذا الحديث يدحض كل من تسول له نفسه بفهم خاطئ ان اسلامنا يدعوا الي الرذيلة او سيء الأخلاق أو سفك الدماء …
ابداوالله ….
ان النبي حذر هنا صحابته الكرام ان الصلاة والصيام والزكاة وغيرها ولكن مع السباب والشتائم وسفك الدماء وهتك الاعراض سبيل الانسان الي النار..
لأن سوء الأخلاق فيه هلاك صاحبه وان صلي وصام……
وحتي في اختيار لزوج قال الحبيب النبي..اذا جاءكم (وفي رواية اتاكم)من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ولم يقل المال وفقط
أحبتي…
هل نحن في هذه الايام نبني اوطاننا بسواعدنا واخلاقنا ونرسم لأنفسنا في تاريخ وطننا بأحرف من نور في سجلات التاريخ بعد مماتنا اننا ممن بني الوطن وممن تخلقوا بأخلاق الاسلام… وبترك ميراث المحبة والأخلاق..
ام اننا ومع الأسف..
فقدنا الأخلاق واصبحت سلوكياتنا دخيلة علينا غريبة عن معتقداتنا وأوطاننا وما تربينا عليه وهناك من يريد نشر فوضي الأخلاق وسيء المعاملات وبنسبوها لنا ويساهموا في…
نشر البغضاء ؛ وانحراف الأخلاق ؛ وقلة الثقة ؛ وضياع الأمانه …
واصبح التفكير مادي فقط وظهرت آفات اجتماعية لم تكن موجوده خطيرة لاترضي الله..
وفي النهاية اسالك. ؛
هل تريد ان تكون هذا المفلس يوم القيامة. ؟
ستقول لاابدا…
اقول لكم احبابي..
دليل اجابتك…ان تتصالح مع ربك وتتصالح مع وطنك وتصلح من نفسك..
ساعتها ستجد النجاة في الدنيا والآخرة..
والله اعلم

Related posts

Leave a Comment