الدكتور هاني عبد الظاهر يكتب// المستشفيات الحكوميه قصة مأساه لم تنتهي بعد

 

متابعي الافاضل ،السيدات والساده

تعانى المنظومة الصحية فى مصر العديد من القصور والمشكلات التى تثقل كاهلها وتجعلها عاجزة عن القيام بدورها الخدمى على أكمل وجه، والمتضرر الوحيد من ذلك هو المريض الذى تدفعه حاجته للذهاب إلى المستشفيات الحكومية المليئة بالإهمال، وهذا القصور داخل المنظمة الصحية ليس بظاهرة حديثة العهد، وإنما هى مشكلة أزلية تمتد إلى فترة بعيدة عانى فيها المريض من كافة أوجه الإهمال، وكأن مرضه لا يكفيه، وعندما يشتكى المريض نجد المسئولين يبررون هذا الإهمال، وبعد ثورة المصريين على الفساد انتشر الأمل فى نفوس البسطاء وكان لديهم ثقة أن الوضع سيتغير ويتحول إلى الأحسن. فهل تحولت هذه الآمال إلى حقيقة أم ظل الوضع على ما هو عليه؟
مستشفى أم المصريين.. عجز فى الأجهزة ونقص فى الأدوية
أكدت فاطمة محمد، ربة منزل أنها تجلس ساعات طويلة فى انتظار إجراء جلسة للعلاج الطبيعى، وأن المستشفى لا يوجد به أى شيء إيجابى، فهناك عجز واضح فى الأجهزة بالإضافة إلى النقص فى الأدوية التى تكون غيرة موجودة عادة وتشتريها من الخارج، إضافة إلى سوء معاملة الأطباء والعاملين بالمستشفى لهم، وأشارت إلى أن هناك إهمالًا كبيرًا فى النظافة “المستشفى تقرف الكلب”.
قال وائل مصطفى، نقاش إن مستوى الخدمة فى المستشفى سئ جدا؛ حيث إن النظافة فى المستشفى تكاد تكون منعدمة وخاصة الأسِرّة ولا يوجد اهتمام بصحة المريض ونظافة المكان، وأن الخدمة فى هذا المستشفى لا يمكن مقارنتها بالمستشفى الخاصة فهى أقل بكثير، وذكر أن زوجته أُجرى لها عملية ولادة دون أن تخضع للتخدير سواء كلى أو جزئى “بيتعلموا فى المرضى”، إضافة إلى عدم توفر الأدوية التى يقوم بشرائها من الخارج على نفقته.
ذكرت محاسن فتحى، ربة منزل أن مستوى الخدمة فى المستشفى سئ للغاية فهناك إهمال كامل فى كل شيء؛ حيث إن الأطباء يهملونهم ولا يعتنون بهم، وكذلك سوء معاملة الممرضات لهم، إضافة إلى الأدوية غير المتوفرة التى يشترونها من الخارج، والمياه التى تنقطع بالمستشفى لعدة أيام فيضطرون لشراء زجاجات مياه.
التقصير فى المستشفى سببه غياب الرقابة
أوضحت شيماء محمود، طبيبة نساء وتوليد أن هناك ترديًا فى مستوى الخدمة فى المستشفى، فهناك عجز فى الصيانة للأجهزة ونقص فى عدد الأسِرّة التى يحتاجها المرضى وأجهزة الضغط وغيرها، وأن الروتين الحكومى أفقدهم حماسهم فى مطالبة الإدارة بأى شىء لأنها لا تلبى مطالبهم. وكذلك النقص فى عدد أفراد الأمن الذى يعرض المستشفى والعاملين بها والمرضى للخطر، إضافة إلى أن النظافة مفقودة داخل المستشفى.
ذكرت مايسة السويسى، أخصائى أمراض الباطنة أن إمكانات المستشفى محدودة، ويوجد نقص فى الأجهزة فلا يوجد سوى جهاز واحد لقياس الضغط وسماعة واحدة، كما أن الأدوية ليست متوفرة بالمستشفى. وأشارت إلى تقصير بعض الأطباء فى أداء عملهم وواجبهم؛ حيث تقتصر وظيفتهم فى المستشفى على التوقيع فى دفتر الحضور والانصراف وذلك بسبب غياب الرقابة. وعبرت عن استيائها من القاذورات والقمامة الموجودة بالمستشفى إضافة إلى نقص عدد الممرضات؛ حيث لا يوجد فى قسم الباطنة سوى ممرضة واحدة مما يؤدى إلى حدوث فوضى. وأشارت إلى سوء معاملة الممرضات للمرضى، كما أن المريض يدفع لهم أموال مقابل ما يستخدمه ويحتاجه مثل الكراسى المتحركة، وقالت إنه لا توجد إدارة صارمة لوقف هذه المهزلة.
مستشفى بولاق الدكرور المعنى الحقيقى للإهمال
أثناء ذهابنا لمستشفى “بولاق الدكرور” للتعرف على مستوى الخدمات الطبية المقدمة إلى المرضى صدمنا بمستوى الإهمال الذى يعانى منه هذا المستشفى، إهمال فى كل شيء يمكن أن تقع عليه عينيك فى هذا المستشفى. إهمال فى جودة المبانى. إهمال فى النظافة. إهمال فى الصرف الصحى. إهمال فى معاملة المرضى. إهمال فى التنظيم. إلخ… أما بالنسبة للمبانى التى يحتويها المستشفى فحدث ولا حرج، فالجدران تعانى من التشققات الشديدة إلى الحد الذى يترتب عليه ترسب المياه من هذه الجدران، فالمبانى متهالكة لا تصلح للاستخدام الآدمى وتحتاج بصورة واضحة إلى الترميم، أما النظافة فعند وصولنا إلى المدخل الخلفى للمستشفى وجدنا أكوام القمامة تحاصر المستشفى وتنبعث منها رائحة لا يمكن للفرد أن يتحملها وانتشرت القمامة داخل المستشفى أيضا، الأمر الذى سيؤثر بالسلب على صحة المرضى وراحتهم النفسية، إلا أن الأمر الأكثر خطورة هو انفجار مواسير الصرف الصحى بالمستشفى وما ترتب عليه من رائحة متعفنة لا يمكن للشخص السليم أن يتحملها فما بالنا بالمرضى!!! وكان هناك انعدام فى التنظيم داخل المستشفى الأمر الذى أدى إلى تزاحم المرضى وحدوث المشاجرات بينهم، وهو ما يسبب للمرضى معاناة فوق معاناتهم وألما فوق ألمهم، وأثناء قيامنا بتصوير هذا الإهمال تم ضبطنا وسحب الكاميرا والهواتف الشخصية، وتم أخذنا إلى مدير المستشفى الذى حدثنا عن خطورة الأمر الذى قمنا به وأنه كان من المفترض أن يتم أخذنا إلى قسم الشرطة لكنه سيكتفى هذه المرة بتوجيه النصح لنا، قائلا إنه لا يجب أن نشترك فى تشويه صورة بلادنا وأنه سوف يتم محو كل الصور حتى الصور الشخصية من على الكاميرا والهواتف المحمولة كنوع من العقاب.
أكوام القمامة تحاصر مستشفى بولاق
ذكر عبد الرحمن أحمد، شقيق أحد المرضى أن الإهمال فى هذا المستشفى فاق الحد، فالأطباء يتأخرون فى القدوم إلى المستشفى فهو ينتظر إجراء عملية جراحية لأخيه منذ ما يقرب من أربع ساعات، كما انعدم التنظيم فى هذه المستشفى فالمرضى يتزاحمون وتحدث بينهم العديد من المشاجرات “ده لو واحد سليم يغمى عليه ولو مريض يموت”، وأعرب عن استيائه من انفجار مواسير الصرف الصحى والرائحة الكريهة التى تنبعث منها، وقال إن موقع المستشفى غير ملائم على الإطلاق فبجوار المستشفى يوجد القسم والكبارى والمترو والقطارات، وينتج عن ذلك الكثير من الضوضاء التى تزيد من معاناة المرضى بالإضافة إلى وجود أكوام القمامة بجوار المستشفى وداخلها.
وأضاف أن الأدوية غير متوافرة بالمستشفى فالمريض يشترى الأدوية على نفقته الخاصة، لأن الأدوية الموجودة بالمستشفى قليلة وفاعليتها ضئيلة، وقال إن الباب الرئيسى للمستشفى مغلق دائما فيضطر المريض إلى المشى مسافة طويلة للدخول إلى المستشفى.
اشتكى حمدى سيف الدين، سائق، من المستوى المتدنى للأطباء بالمستشفى الذين عجزوا عن التعامل مع حالة ابنه الذى كان بمثابة حقل تجارب لأطباء الامتياز الذين تنقصهم المهارة والخبرة حيث أخطأوا فى تشخيص حالة ابنه الأمر الذى ترتب عليه خضوع ابنه لعملتين جراحيتين خلال فترة قصيرة، وأشار إلى أنه هناك نقص فى الأدوية وليست متوفرة فيلجأ إلى شرائها من الخارج على نفقته وحتى الأدوية المتوفرة تكون ضعيفة التأثير، وانتقد بشدة عدم النظافة الذى يعانى منها المستشفى حيث يوجد بها الكثير من القمامة والحشرات.
نقص الأجهزة تجعل المرضى معرضين للموت
ذكرت نفيسة محمد، طبيبة بقسم الأطفال المبتسرين أن المستشفى تحتاج إلى تحديث الأجهزة بها وصيانة البعض الآخر وأشارت إلى أن جهاز الصفرة مُعطل منذ عدة شهور كما أنه هناك نقص فى أجهزة التنفس الصناعى، حيث توجد حوالى 16 حَضّانة بدون أجهزة تنفس صناعى وبذلك يكون الطفل معرضاً للموت بسبب نقص هذة الأجهزة.
أوضح أحمد سمير، طبيب، أن جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة تعانى من نقص فى الأجهزة والإمكانات، وكذلك نقص فى عدد الممرضات، وذكر أن هناك العديد من الأجهزة غير متوفرة. وأشار إلى أن المرتب الذى يحصل عليه غير مناسب وغير كافىء، الأمر الذى دفعه إلى العمل بمستشفيات أخرى وهو ما أثر بالفعل على انتظامه فى الحضور إلى المستشفى.
وأخيراً تبقى الرقابة هى العامل الرئيسي لنجاح أية مؤسسة، فإذا كانت هناك رقابة جيدة مشددة على تلك المؤسسات عامة والمستشفيات خاصة فلن يشتكى مريض ولن تتخاذل الإدارات، ويبقى محور الحل والإجابة عدم غياب الدولة متمثلا فى وجود الرقابة والإمكانات.

والله الموفق والمستعان

دكتور //هاني عبد الظاهر

Related posts