الحاجه نور………

قصة – فاتن الانصارى 

كانت ام اسمها الحاجه نور فى شقاء دائم فى الحياه بسبب مرض الفشل الكلوى الذى اختار ابنتها لتكون مصابه به فكانت رشا ابنتها فى تعب وحزن بسبب الام المرض الذى يجعلها تزبل يوم بعد يوم ويجعل امها فى شقاء معها لاحساسها بالذنب لعدم قدرتها فى العثور على علاج لها مناسب لها ولحالتها ليخفف عن رشا الالام فكانت الحاجه نور فى ضيق مادى دائما لكثره مصاريف العلاج مما ادى الى بيعها لحلقها الذهب الذى كان اخر شيئ تمتلكه من ذهبها الذى باعته كله حتى تحصل على مال كافى حتى تنفق على ابنتها وتعالجها من مرضها ولكن الحلق الذى باعته ليس كافى ايضا على مصاريف العلاج المكلفه فكانت الحاجه نور كثيره الدعاء متقربه من ربها دائما فكان الله سندها فى الحياه القاسيه التى تعيش فيها وكانت راضيه شاكره فى السراء والضراء وكانت الحاجه نور تراعى ابنتها رشا جيدا ملتزمه بشرائها واعطائها العلاج حتى انفقت اخر شيئ تبقى معها من المال ففكرت فى العمل حتى تقدر على الانفاق واختارت الشارع بجوار منزلها للعمل حتى تبقى بقرب ابنتها رشا فقلب الام كان يسيطر عليها اينما وجدت فحبها لابنتها كان يملئ قلبها فكانت الحاجه نور لا تمتلك المال الزائد حتى تشترى به شيئ وتبيعه حتى تربح لتنفق منه ولذلك فكرت كيف تعمل حتى تربح مال بدون ان تنفق اى مصاريف حتى وجدت الفكره فأخذت الحاجه نور قطعه من القماش من داخل منزلها ووقفت بخارج المنزل حتى تمسح للسائقين السيارات وتربح رزق حلال بكرامه فأخذت تنادى لهم لتخبرهم بأنها سوف تنظف لهم السيارات بأرخص الاسعار وبأقل تكلفه من غيرها وفعلا استجابوا لها واتفقوا معها على العمل وكانت تأخذ القليل لكنها فرحه بما قسمه الله لها وكانت تعمل طوال اليوم ولكنها بجوار ابنتها خارج المنزل للعمل وتدخل اليها من حين لاخر حتى تعطيها العلاج والطعام وتراعيها وكان المال الذى تربحه قليل جدا للانفاق عليهم فكانت الحاجه نور تشترى الطعام وتطعم منه ابنتها حتى تكون بصحه جيده حتى تقاوم المرض ومن باقى الطعام كانت تأكل فكانت تخاف ان تأكل معها او قبلها فيخلص الطعام وتترك ابنتها بالجوع او لا يكفى لاشباعها فكانت الحاجه نور فى شقاء دائم وحرمان من لذه الحياه وفى يوم خرجت للعمل فى تنظيف السيارات خارج المنزل واثناء ذلك سمعت صراخ ابنتها رشا وبكائها من داخل المنزل فأسرعت الى داخل المنزل فوجدت رشا تتألم بشده فأخذت بيدها حتى تأخذها الى طبيب او اقرب مستشفى ولكن رشا كانت لا تقدر على المشى فأختها الحاجه نور على ظهرها وخرجت بها الى الشارع مسرعه الى اقرب مستشفى لهم وهى غير قادره ايضا على ركوبها تاكسى لعدم مقدرتها على دفع الاجره فأخذت تسرع وهى تحمل ابنتها فوق ظهرها ويدها على كتفها وكانت ابنتها تتألم من الام المرض وكانت الحاجه نور تتألم ليس لوجع ظهرها من حمل وثقل ابنتها لا بل تتألم من حزنها على رشا وفى طريقها كانت تمى السيارات التى كانت الحاجه نور تعمل بمسحها وتنظيفها فوقفت السياره لها واخذتهما الى المستشفى وعند وصولهما وادخال ابنتها الطوارق للاطمأنان على وضعها الصحى وعند فحص الاطباء لها وجدوا انها فى حاله سيئه للغايه ويجب ان تزرع كلى بدل كليتها التى تضررت سمعت الحاجه نور الخبر وان زرع الكلى لرشا ابنتها سوف ينقذها من الالام والموت فأخبرت الاطباء بأنها سوف تتبرع بكليتها لابنتها وحتى لو هذا يشكل خطر عليها فأنها مستعده تضحى بحياتها من اجل رشا ابنتها وبأنها سوف تمضى اقرار للاطباء حتى تخلى مسؤليتهم من اى مخاطر تقع على الحاجه نور وعلى الفور اجريت عمليه جراحيه لنقل الكليه من الام الى ابنتها وبعد العمليه فاقت الحاجه نور وكانت عيناها تنظر الى اليمين واليسار حتى ترى ابنتها فوجتها امامها سليمه وبحاله جيده واخبرها الطبيب بنجاح العمليه بدون مخاطر فشكرت ربها على شفاء ابنتها من داء كاد ان يقتلها ورجعت رنا الى حالتها الطبيعيه مثلما كانت بالسابق بصحه وسلامه وحاله جيده وتزوجت من شاب ثرى اخذهم عنده وعاشوا سعداء.

 

Related posts