في عزاء أحمد الشواف .. معنى أن تكون مؤدباً

كتب الإعلامي و الكاتب محمد الشريف 

عن نفسي محمد الشريف , و عن زملائي الأعزاء بموقع جريدة الجمهورية اليوم , أتقدم بوافر المواساة في فقيد عائلة الشواف , الأستاذ المرحوم أحمد الشواف إلي نجلية العزيزين جيراني و أصدقائي و إخواني الكبار الأستاذ ألهم الشواف و الأستاذ عصام الشواف و أكتب هذا المقال المختصر 

نتيجة بحث الصور عن أمواج حزين


العنوان : كيف تكون مؤدبا و مهذبا ً و خلوقاً و ذو علم و معرفة فتصبح الإنسان

جاورت الراحل أحمد الشواف , أكثر من أربعين عاما ً , كنت أظن أنني أخشاه في صغري إلي أن تبينت في حينها سريعاً أنني لا أخشاه و لكننى أحترمه و أحبه لما لدية من وجة عابس بعدما رأيت ابتسامته النادرة الساحرة , وحديثة المهذب الراقي , حتى كنت من هؤلاء الذين يعتقدون أنه أعلى كثيرا من مستوي القرية التي نسكنها معاً , مما أكسبه روحاً دائمة النقد لما يراه حوله , فأكسبته عبوساً حزيناً راقيا ً , لم يدر بيني و بينه حديثا ً مطولاً من قبل حتى كنت تقريبا في مرحلة الثانوي العام , و حينما حان موعد التنسيق الجامعي و لحظة الإختيار بين الكليات , تلك اللحظة الحاسمة بين أبناء كل جيل , أخذت أوراقي و ذهبت لأبنائه ألهم و عصام حتى يساعدوني في اختيار الكلية , و نوع الدراسة , فدار بيني و بينه حديثا مطولاً نقل إلي فيه روح الأب و روح الإنسان العالم بأسرار الحياة و مفاتيحها , علمت حينها حفظه التام لكتاب الله , القرآن الكريم , و لم أنهى حديثي معه حتى نهلت من علومه الدينية و الدنيوية , فوجدته قانعاً راضياً , محباً للخير و للناس , هادئاً لطيفاً , حتي كانت أمي رحمة الله عليها تذكره في مواقف كثيرة تستدعي الحديث عن الخلق و الآدب الجم , حتي نتخذه قدوة , و كان حديثها موجها ً إلي صنف الرجال أمامها , أنا و أبي .

كنت إذا وجدت الفرصة بعد ذلك الحين للحديث معه أنتهزها علي الرغم من قلة كلامه , و تفاعله مع بني البشر , كنت أشعر بحنوه علي المجتمع بين كلماته القليلة الراقية , و ابتسامته التي لا تفارقه إذا جلس مع من يحبه , وحديثه الذي لا يخلو من روح الدعابه و المعرفه .

ما أحزنني في رحيله منذ أيام , أني كنت أنوي أن أكتب عنه مقالا ً أكثر تفصيلا ً , بعد جلسة مسامرة تمنيتها و لكن الوقت قد حان قبل حدوثها , و قد كنت أتخذت شخصيته الغامضة قليلاً في عملي المسرحي الأول الكميت بين زيد الأسدي , الرجل ذو العشر خصال , في العقد الماضي , و تقمص البائع سرحان , شخصية الراحل الرائع أحمد الشواف من خلال السيناريو الذي تشرفت بكتابته , في زمن يشبه هذا الزمان , الفتن الكثيرة و المتغيرات الإنسانية المتلاحقة , و سرحان البائع الذي كاد أن يعتزل الناس حتي توقف عن ترك بضاعته , و لزم بيته .

ما أحزنني هو رحيل الأدب ( من مؤدب ) و رحيل رجل هاديء  قل في زمان التوتر و الإنفعال و الخبث و الأصوات المزعجة الجهورية , رحل من كان يهتم لنظافة بيته و حول بيته , و من كان يهمه في المقام الأول أن يترك خلفه أولاداً صالحة تدعو له من بعده , فولداه نعم رجال القرية منذ حين و إلي الآن .. تقبلوا يا أبناء قريتي ,, عزائي الحار في رحيل رجل مؤدب .

محمد حامد الشريف

Related posts

Leave a Comment