حوار روعة مع الدكتور محمد جاموز

[ad id=”1177″]

هل عندما خلق الله حواء من ضلع سيدنا أدم يعني أننا
لا نملك الخيار لشريك حياتنا؟
لماذا لم يخلق الله اثنتين ليتمكن سيدنا أدم من اختيار من يرغب ؟
وإنما خلقت حواء واحدة من ضلع سيدنا أدم وليس من تراب؟
بداية الكون خلقت من حواء وأدم وهكذا تبدأ كل الحكايات
لتتشكل الأسرة وتبنى المجتمعات من خلال بناء الأسرة
وتختلف العادات والتقاليد والأفكار والبيئة
لينتج لدينا الإنسان وهو أسمى هدف لكل المجتمعات لأنه سيبني الوطن ويكون قدوة ولكن ماذا سينتج لو عاش هذا الإنسان في بيئة مريضة أو متخلفة ماذا سيتكون لنا
إذا اختيارك لشريك حياتك واستقرارك وسلوك تعاملك وتربيتك هو الإساس لهذه البداية
كيف لنا أن نختار شريك حياتنا وما هي المعاير التي نوافق أو نرفض لهذا الشريك
كيف ترسم الأنثى شريك أحلامها وماهي مواصفات شريكة الحياة
وكيف تتم هذه الإختيارات
أسئلة كثيرة تحتاج لإجابة وتحتاج للطرح من أجل أجيالنا وتكون لها مصداقية من أشخاص لهم الحكمة والوعي والفكر الرشيد

[ad id=”1177″]
لذلك أحببت أن أجمع أصحاب الفكر والعلم والثقافة لنقوم بجلسات حوارية ربما نتوصل لفكر أو فلسفة جديدة
لنبني أسر أكثر حبا وأكثر تماسكا وننشئ انسان حر وواعي
لإختياره لشريك حياته
ونعالج عدة مفاهيم من خلال ما نطرحه للحوار
لأن الأسرة بداية الكون وبداية السعادة أو الشقاء
وهنا اسمحوا لي أن أقدم ضيوفي لهذا الحوار
ونبدأ مع ضيفي الأول
ضيفي هو الدكتور محمد جاموز

[ad id=”1177″]

طبيب نسائية وتوليد سوري من اللاذقية مدرس في كلية الطب جامعة تشرين سابقا استشاري عقم وأطفال أنابيب من نوفافرتيل -بلجيكا
مهتم بالشعر والأدب والثقافة

يسعدني حضورك للحوار معي في قضايا اجتماعية
لنناقش موضوعات تهم مجتمعنا العربي والشرقي بشكل خاص وتهم المجتمعات بشكل عام لنطرح فكرنا أمام العالم
لأننا نسعى لبناء الإنسان من خلال حوارتنا

لنبدأ بالسؤال بالأول
ماهي مواصفات شريك الحياة في مرحلة البدايات ومرحلة البحث عن شريكنا المبكرة؟

* لا شك أن مواصفات الشريك في البدايات تعتمد على العاطفة دون العقل ويلعب الشكل دورا محوريا فيه فالفتى تجذبه الفتاة الجميلة والعكس صحيح إلى درجة ما، ولو أن الفتاة تفضل الشاب الرومانسي الرقيق البارع في صياغة كلمات التودد والتقرب والإعجاب

2ـ هذه النظرة في بداية التقاء الطرفين ولكن هل هي كافية لنختار الشريك ونشعر أنه حلمنا الذي يجب أن يتحقق؟

* هذه المرحلة هي مرحلة الإنبهار وسطوة العاطفة وأدعوها مرحلة (السكرة) حيث يعتقد كلا الطرفين أن هذا كافيا فلا يقحم العقل في التقييم واتخاذ القرار السليم
بل يهرول خلف العاطفة والعاطفة فقط

[ad id=”1177″]

3ـ ولكن هذه السكرة ستكون مؤقتة لتتغير بعدها نظرتنا لشريك الحياة لأننا سنجد أن واقعنا وأحلامنا لا تقف عند الجمال والكلام الجميل والإنبهار للكلمات الرومانسية كما البداية لنبحث عن الكمال وتصبح لنا معاير مختلفة وحلم مختلف متى نشعر بهذا وهل العمر هو فقط من يحدد ذلك؟

دور العمر في انضاج أفكارنا ونظرتنا إلى شريك الحياة أساسي بما يحمله من معرفة وتجارب ومقاربة موضوعية للواقع الذي لا يحيا بالمشاعر ونبض القلب فقط بل بحيثيات لا تقل أهمية عنها كتوافق الطباع والأفكار والنظرة واستقرار النفس والروح وتوفر مصدر دخل للعيش الكريم
وهذه هي المرحلة الثانية مرحلة (الفكرة) التي نعبر عنها بمثل عامي (راحت السكرة واجت الفكرة)

4 ـ في هذه الحالة لو تم الإرتباط بين الطرفين هل سيتحقق الحلم أو أن انهياره سريع؟

لا شك أن الإرتباط في هذه المرحلة سيكون مآله الفشل في معظم الأحيان لأنه بالأصل علاقة واهية كبيت العنكبوت لا ترتكز إلى أسس النجاح ولا تستند إلى منطق الإستمرارية ولا تمت إلى الواقع

5ـ.ما مدى تأثير بيئتنا وأسرنا على اختيار شريك حياتنا هل تلعب دور في هذه المرحلة عندما نكون قادرين على اختيار الشريك أم أننا نبقى تحت قيود العادات والتقاليد؟
تراجع دور العادات والتقاليد وبالتالي البيئة والأسرة كثيرا في تحديد الشريك تحت مطرقة التطور والإنفتاح الإجتماعي وسطوة الثقافة وتنامي دور العلم وامكانية التعارف في الجامعات والمعاهد والجمعيات واللقاءات المتاحة في المطاعم والمقاهي والأفراح والأتراح، وازدياد هامش الحرية الفردية في الإختيار وأن كان الريف والمجتمعات المحافظة لا تزال تولي للأعراف والتقاليد حصة الأسد من وليمة الإختيار لكنها لم تعد صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة

[ad id=”1177″]

6.لكننا مازلنا نعاني من سطوة الأهل والعادات والتقاليد وخاصة في الأوساط الريفية ومازال الكثير من الأهل يرفضون هذه العلاقات رغم الإنفتاح وخاصة إذا كان الشريك من خارج بيئتنا؟

فعجلة التطور تمضي كالتيار الكهربائي بإتجاه واحد ولابد أن تشمل تباعا وتدريجيا كل البيئات وآخرها بيئة البداوة والريف بحكم خصوصيتها وعزلتها النسبية عن المجتمع وما يعتريه من تبدل وانفتاح

7.من خلال تجاربك بالحياة هل تجد أن الزواج التقليد ناجح أكثر من الزواج يكون من اختيارنا
وأيهما أثبت نجاحه أكثر؟

من خبرتي ولا أزعم أنها قليلة أرى أن الزواج الناجح كالإنسان لابد أن يملك رجلين لا رجلا واحدة ليمشي سويا، وبالتالي لابد أن يبني على ركيزتين اثنتين: القلب والعقل
فزواج بلا عاطفة روتين ممل يفتقر إلى عناصر الألفة ونسغ الإستمرار وعنصر الدوام (وجعل بينكم مودة ورحمة)
وزواج بلا عقل تهور بلا ضوابط ينتهي بالفشل عند أول محنة اجتماعية
وخير شريك ما اختاره القلب وآزره العقل
وإن كانت زيجات أيام زمان ناجحة فإن نجاحها كان رضوخا للأمر الواقع ومنطق اللابديل وفق العرف والعادة

8.هل نظرتك لشريك تغيرت مع التطور الذي حصل؟

بالتأكيد
فتجاربي وخبرتي ونظرتي إلى الحياة كغيري تتبدل وتنجلي الغشاوات من العيون بالنضج واكتمال الشخصية بالعلم والحوار والإطلاع على تجارب سواي الناجحة منها والفاشلة واستقي دروسا وعبرا وذخيرة لم تكن متوفرة في مراحل الصبا وميعة العمر

9.ما نصيحتك للأجيال القادمة لإختيار الشريك وأهم الصفات من خلال حكمتك وخبرتك؟

إياكم وخضراء الدمن
فسوف تنتنون
واياكم اللهاث خلف المال
(يا آخد القرد ع مالو راح المال وبقي القرد ع حالو)
ولكن
استفتوا قلوبكم ولو افتاكم المفتي
واستشيروا عقولكم قبل الفوت
وخذوا رأي من يكبركم سنا وخبرة
فالزواج ليس نزهة
هو رحلة عمر
اختاروا من توافقكم الطباع لا التطبع
من تعيش معكم في اليسر والعسر والفرح والترح فالحياة ليست دربا تزينه الزهور والعطور
كيلا تلعنوا كل من تزوج قبلكم لأنه لم ينصحكم وكل من تزوج بعدكم لأنه ما استشاركم ههههههه
و
مع نصيحتك وابتسامتك وحوارك وفكرك الأكثر من رائع الذي أسعدني وأتمنى أن أكون محاورة أتقنت الحوار مع دكتورنا السوري الرائع
لك مني كل الإحترام والتقدير لقبولك الدعوة

أنا من عليه شكرك
لأنك اتحت لي الفرصة لأكون ضيفك

وإلى اللقاء مع ضيف جديد لمتابعة الحوار عن الشريك
وسلسلة حوارات قضايا اجتماعية

[ad id=”1177″]

Related posts

Leave a Comment