التحرش المعنوي في العمل .. نادية بن حمزة – الجزائر

التحرش المعنوي في العمل

 

19149229_1232698256827421_7423052733541665204_n

 [ad id=”1177″]

مقدمة

التحرش المعنوي في العمل كان دائما موجودا .لكن تسميته جديدة وهو ياخد اشكالا مختلفة ,من رفض التواصل الى تهديدات مرورا بالابعاد الماكر و بالابتزاز …وفي ظروف عمل متردية جدا ,فليس الضرب فقط ما يؤلم ’ فالضحية المتحرش بها تعيش في ظروف فظيعة تؤدي بها في احيان كثيرة الى انهيار يصل الى محاولات انتحار وتتسائل الضحية ماذا تعني هذه الزيادة في الشراسة ؟كيف وصلت الى هذا الحد ؟

سوف نرى معا ما هي اشكال التحرش المعنوي في العمل ؟ و ماهي نتائجه؟و كيف تكون شخصية كل من  المتحرش والمتحرش به ؟و ما هي الاستيراتيجية التي يجب ان نعتمد عليها في مواجهة التحرش المعنوي في العمل ؟

 

 [ad id=”1177″]

لمحة تاريخية

رغم وجودعدة اشكال من التحرش المعنوي منذ القدم الا ان دراسة هذه الظاهرة بدات في سنوات 1980 لما حدد هياز ليمان ” Heinz Lyman”” مفهوم Mobbing .و في سنة 1998 نشرت ماري فرانس هيروقويان “Marie France Hirigoyen ” كتابا ” التحرش المعنوي و العنف الشاذ في الحياة اليومية ”  «  Le Harcelement moral ,la violence perverse au quotidien »

كما ساهم باحثون اخرون في الاعتراف بالعلوم النفسية في وسط العمل .و من هؤلاء نذكركريستوف ديجور   « Christophe dejours »

 

 [ad id=”1177″]

 

 

 

 

تعريفات التحرش المعنوي في العمل:

تعريف التحرش المعنوي في العمل لغويا :

  • في القاموس العربي : التحرش هو الافساد و الغراء بين الناس ,كما ورد في معجم لسان العرب .
  • في القاموس الفرنسي : فقد اوردت تعريفات للتحرش بصورة عامةو للتحرش المعنوي على وجه الخصوص ,حيث عرف قاموس (لونوفو بتي روبير ) Le nouveau petit Robert  التحرش على انه ” نوع من عنف معين بغض النظر عن الوسائل المستخدمة ,وهو لمس عدائي منكرر و متنوع و يتحقق عن طريق عنصر المفاجاة ,هادفا الى تهييج الخصم نفسيا اكثر من الحاق الاذى به ماديا ” . ومن الجدير ذكره في انه لا يشترط في الفعل المكون للتحرش ان يكون ماديا و انما يمكن ان ياخد اكثر من شكل . فاحيانا لا ياخد شكل فعل مادي او قول او نظرة بل ياخد شكل اهمال او تجاهل وجود الاخر . و تميز هذا القاموس بنصه :” سلوك مغوي مسئ ( احتقار او تهديد ) متكرر يمارسه شخص على اخر من اخر تهييجه (في ميدان العمل او العائلة ) .

 

 

تعريف التحرش المعنوي اصطلاحا :

تانحرش المعنوي ظاهرة قديمة و هي سببا في تدهور العلاقة بين الموظفين والاخلال بعمل المؤسسات ذات العلاقة حيث كان و مازال التحرش المعنوي في العمل وليدا لمشاكل التمييز في ميدان العمل المتاتى من الاختلاف في الجنس او الدين او الانتماء العرقي ,اي على الاختلافات المتحققة بين شخوص العاملين في المؤسسة الوظيفية الواحدة .

 

 

 

 

تعريف هانز ليمان :

التحرش المعنوي هو شكل من الارهاب النفسي التي يتظاهر في تتابع لمدة طويلة نسبيا , لاقوال و تصرفات معادية , اذا اخدت هذه الاخيرة بمفردها كانت بسيطة اما تكرارها فقد يخلف اثارا مدمرة Heinz Lyman  ” .

تعريف ماري فرانس ارغويان :     

التحرش المعنوي هو ممارسة متكررة تؤدي الى تدهور ظروف العمل بامكانها ان تحدث اعتداء على حقوق الاجير او على شرفه او تدهور صحته الجسمية و العقلية او اعاقة مستقبله المهني Marie France Hirigoyen .

 

تعريف الوكالة الاوروبية للامن و الصحة :

التحرش المعنوي في العمل هو “سلوك غير طبيعي مكرر و موجه ضد موظف او مجموعة من الموظفين و الذي من شانه ان يولد خطر على الامن و الصحة ,و ياخد هذا السلوك شكل احتقار او اضعاف الشخص المتحرش به او تهديده او التعامل معه بشكل غير عادل .

ومما سبق من تعريفات فان التحرش المعنوي يجب ان ينطوي على سلوك متكرر يهدف الى الاضرار بالاخر يمتد خلال فترة زمنية ما و ان اختلفت في صياغة اوجه الضرر المتحقق في فعل التحرش المعنوي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اشكال التحرش المعنوي في العمل :          

غالبا من يكون التحرش ظاهرا فالمتحرش يرفض دائما الحوارو طرقه هي نفسها دائما : شتائم , اذلال ,تهديدات ,ابتزاز ,اتهامات مرات صريحة و مرات مشار اليها بكلام يحمل معنى معين او يشير للشخص ,اشارات ,نظرات ,احتقار,نقذ يقوم اساسا على شخصية المتحرش به عوض عن عمله , مراقبة , عدم اعطاءه حقوقه ….

لا يجب الخلط بين التحرش المعنوي في العمل مع ظواهر البسيكواجتماعية الاخرى مثل الاجهاد في العمل او الصراعات او سوء معاملة الادارة .

التحرش المعنوي في العمل يؤدي بالشخص الضحية الى الشك في ادراكاته و يتسائل اذا ما كان مريض عقليا و مصابا بجنون العظمة . يعتقد  الشخص الضحية انه المسؤول و مدان ايضا لكل ما يحدث له .

 ليس من السهل وضع ايدينا  على التحرش و تحديده لان  الضحية نفسها و كذلك الشهود او زملاء العمل يشكون في هذا التعدي . فالشهود يفكروا انه لا وجود للدخان من دون نار .

و لانعدام  التواصل تجد الضحية نفسها واقعة في فخ بدون اي سند و او امل تبحث عن اسباب ما يحدث لها و عدم ايجاد اجابة يسبب لها فقدان الامان و الثقة بالنفس فتصبح شديدة الحساسية او عدوانية في كل الاوقات متسائلة ماذا فعلت لالقى هذه المعاملة ؟.

هناك تصرفات  منحرفة تمارس عليها تمنعها من رد الفعل و تمنع زملاء العمل من فتح اعينهم :

*رفض التواصل

*تشويه الكلام

*تنحيه

*تشويه السمعة

*عزله

*التنمر

*دفع الاخر الى الخطأ

*منع الاخر عن الكلام و التعبيرعن رايه

*التقليل من قيمة الاخر امام زملائه

*التسبب في سوء صحته

 

 

 

 

 

لفهم التحرش المعنوي  في العمل يجب ان ننتبه  لكل التصرفات المتكررة الارادية الواعية و الاعمال الخبيثة ضد الشخص المتحرش به . ويجب ان نجد وسيط حيادي يحسن الانصات للمعاناة في العمل , هذا الوسيط  يمكن ان يكون طبيب العائلة او طبيب العمل ,اوعضو من النقابة او مفتش العمل …. لكن الاشكالية هي ان الشخص  المتحرش به  ان يجرؤ على الكلام لان الضحايا يعتقدوا انهم هم السبب و يفتشوا في داخلهم عن ضعفهم و عن سلبياتهم مما ينجم عن اثار جسمية نتيجة شكهم .و بما ان دفاعات الانسان محدودة فهؤلاء الضحايا يخرجوا عن صمتهم و يمرون للفعل  ,ليكون كل عدوان كل عنف وكل معاناة عانوها معترف بها رسميا قبل اي جبر في نهاية المطاف او اعادة البناء النفسي .

فالوسيط الخبير بهذا النوع من المشاكل في العمل اما ان ينجح وديا لرفع اي اثار او يلجا  المتحرش به الى القانون في حالة فشل الصلح الودي . و القانون في  هذه الحالة   صريحا و يعاقب  اي كان  المتحرش.

اركان جريمة التحرش المعنوي

  • الركن المادي للتحرش المعنوي
  • عنصرالتكرار : للتاكد و لتفرقتها عن افعال اخرى قد تكون فردية او وليدة الصدفة او نتيجة لطبيعة العمل .
  • المدة الزمنية : المدة الزمنية مهمة لتحديد التحرش الا ان القوانين المقارنة لم تحدد هذه المدة الزمنية .
  • صفة الجاني و المجني عليه : استقرت القوانين التي تعالج موضوع التحرش المعنوي على ان يكون المتحرش و المتحرش به موظفا او مكلفا بخدمة عامة . الا انها لم تحدد صفة معينة لهم .فقد يكون فعل التحرش من رئيس ضد مرؤوس او زميل او من اي شخص يمكن ان يلحق ضررا له.
  • النتيجة ( الضرر) : الضرر مهم للاعتراف بالتحرش المعنوي في العمل الذي يمكن اثباتها عن طريق الافعال التي يقوم بها الجاني و التي تتصف بالتكرار في مدة زمنية محددة و من شانها ارباك العمل و تعريض المتحرش به للخطر و تهديد حقوقه و اهدار كرامته (محكمة النقض الفرنسية في حكمها في عام 2011)

 

 

  • الركن المعنوي للتحرش المعنوي في العمل :

يجب توافر الارادة الاثمة لقيام المسؤولية الجنائية ,هذا القصد الجنائي هو قصد عام يتكون من العلم و الارادة . اي علمه بان ما يقوم به مخالفا لمقاصد الوظيفة الادارية التي تفترض خلق اجواء مناسبة للعمل .

 

 

ما يجب ان يقوم به المتحرش به اذا ما نجح الحوار و المواجهة الودية  ؟

1- فضح التحرشات لدى المسؤولين ووسائل الإعلام.

2- رفض العمل الذي يصعب تحقيقه أو يحط من كرامة المتحرش بها.

3- تكوين ملف متكامل عن المشكل يتضمن كل الأدلة ضد الطرف المتحرش(شهادات،تسجيلات…)

4- عدم التردد في استشارة مفتش الشغل.

5- التوجه إلى جمعيات المجتمع المدني بغية الاستشارة والتبليغ.

 

وختاما ان إشكال التحرش الجنسي والتحرش المعنوي هذا غالبا ما يمر دون الإبلاغ عنه نتيجة ارتباط هذا الأمر بالإحساس بالوصمة الاجتماعية.

 

 

 

 

 

الانماط النموذجية للمتحرشين :

نوضح نوع العلاقات المتضاربة في العمل و الصلة الخاصة جدا بين المتحرش و المتحرش به ,هذه العلاقة بينهما يمكن ان تكون ضارة و تخلق مخاطر نفسية اجتماعية كبيرة و سوف نعرض كيف تكون شخصية المتحرش .

1/ السادي الساذج :

هذه الشخصية تجد متعة في اذاء الاخرين ,حيث يجعل الاخر يخضع له عن طريق التلاعب بهم و السيطرة عليهم حيث يتعامل مع ضحاياه كاشياء , ويخفظ من قيمتهم و يستعملهم كما يريد .

السادي غالبا ما يشغل مناصب الادارة العليا و اذا ما سعى المتحرش به مقاومته فانه   يضاعف جهوده و عدوانيته لقهره ,مهين يبحث عن كلمات  “الشر ” الاكثر قسوة ,و يستغل منصبه لايذاء المتحرش به : تمديد الاجتماعات , الانتظار لوقت طويل ,الغاء عطل من حقه من دون سبب …و يصل به الحال الى رفع اعباء العمل و خلق ضغوط التي تتسبب في مخاطر نفسية مدمرة و الارهاق لاحقا .

العزلة التي يحدثها حول الضحية تعتبر ايضا هجوم غير مباشر و المتحرش من النوع السادي ينجذب اليه نوع اخر من الضحايا تسمى ماجوشيست masochistes الذي يجد رضا متناقض في التواجد في مواقف يخلفها السادي الساذج.

 

2/ النرجسية الضارة :

هذا النوع من المتحرش مثله مثل السادي الساذج يتلاعب بضحاياه و يجعلهم يعانون ,و على عكسه هو لا يعرف التصرف الا بهذا الشكل ,فهو يخلق” علاقة غائبة ” كما ذكر جان بول غيدج Jean-Paul Guedj مع الاخر لان كل افعاله ترجع الى نفسه .

السادي الساذج يكون في علاقة حب مع الضحية حتى و ان اضر .و يتميز النرجسي بعدم التعاطف  وبالبرودة و يكون متمركز حول نفسه وواثق في نفسه و مقتنع بقوته و بكريزمته ,له قدرة لجعل الموظفين يؤدون جميع المهام  . ووراء هذه السلطة يخفي عدم كفائته و كل قراراته من نفسه و لمصلحته الشخصية و بالتالي لا يكون لها اي منطق .

هو شخص فارغ من داخله و لديه حاجة لا تشبع للاعتراف به ,يعمل عن طريق اغراء الضحية ثم يستولي على مواهب الاخرين ,يمتصهم لكسرهم و السيطرة عليهم .

3/ الطفل الملك :

هو طفل كبير في روحه ,يجد صعوبة في فهم سلطته مع الاخرين بطريقة ناضجة ,قوته  “لا حدود لها ” و ارض ملعبه هي مملكته الخاصة و من الصعب مكافحة دوافع شخص مثل ( الملك – الطفل ) فهو يعيش فقط من خلال نبضاته و لا يتراجع في مواقفه .

غالبا ما يكون شاب نشط , متخرج من المدارس الكبرى ,يمارس بسرعة و سهولة فريدة من نوعها سلطته على موظفيه .

هذا الشكل ذا طابع غريب الاطوار ,يثير قلق عميق وفي علاقة ثنائية (طفل – ملك) و لما الشريك لا يتجاوب معه كما يوضحه جان بول غيدج يركب مشهدا ( يمكنه تطوير رؤية اضطهاد و ثنائية مضطربة )

 

4/ الكامل :

رغم انه نوع غالبا و يفتقر المسئولون للكمال ورغم ان هذه الميزة ليست سمة الشخصية التي يمكن ربطها بشخصية المتحرش ,لكن البعض لكي يصل للكمال يدير أعماله بشكل سئ جدا ينجم عنه كوارث نفسواجتماعية .

مدفوع هذا النوع من المتحرشين لكي ينجح اكثر و أحسن يحول الايجادة إلى سلاح ضار ,مهووس بالنتيجة يشك في نفسه و في الآخرين ,ياخد كثيرا من الوقت للتحقق و تصحيح التفاصيل حتى و ان كان على حساب مشروع أهم ,إهدار للطاقة غير مجدي فهو يجد صعوبة في ترك الأمر و غير قادر على التفاوض مع نفسه و لا يعرف التكيف و يترك مساحة صغيرة جدا للأمور الطارئة . الإطار و الهيكل إلزاميين من اجل القضاء على كل مفاجآت حياته اليومية . انه شخص قلق و مجهد حتى في منزله غالبا ما يحول أنشطته إلى مهمات عوض عن متعة لأنه يسعى لتحقيقها بأي ثمن .و يتحول قلقه إلى مزاج سيئ و في تعامله مع العمال يطلب منهم أن يتكيفوا معه عوضا أن يتكيف هو معهم .يحرص أن ينقل العمال إلى أماكن ذات مهام ووظائف محددة حتى و إن لم تكن مناسبة .

 

 

5/ بهلوان :

شخصية هذا النوع هستيرية ,مسرحية معروفة بإخفاء ,وابتكار,مبالغة ,كذب ,معاناة . هي شخصية مبالغة ولكن يمكن أن يغلق على نفسه في سرية و عزلة (إما لا يقول شيئا أو يقول الكثير ) كما ذكر جان بول غيدج .

كل شئ بالنسبة له سلطة و نزوة ,في علاقة عاطفية غريبة مع الآخر, فهو يحب و يكره في الثانية التي تلي بنفس القوة و كل شئ في أقصى الحدود , لهذا فان مخاطر النزاع قوية جدا و هي مصدر المخاطر النفسية و الاجتماعية و الإجهاد الحاد . و عدم معرفة مكانته عند رئيسه يمكن ان يزعزعه .

الهيستريون يحبون الإغراء ,ياخدوا من أفكار الآخرين من اجل تلبية رغباتهم .

 

 

6/المطارد المألوف :

هو مدير عادي و نوعية موجودة بكثرة في مجال الأعمال .و غالبا ما يكونوا تخطوا سن الشباب بقليل . حريص على تطبيق البيروقراطية بحزم و جدية حتى يثبت لنفسه و للآخرين انه استحق منصبه الذي قاتل من اجله طيلة حياته المهنية و لا يدرك أنها معاناة في حد ذاتها . و يمكن أن يظهر العاطفة و الحساسية و حتى التعاطف عندما يخرج من هذا الدور .

يغذيه عطشه للكفاءة و النتيجة ,لا يتردد في إذلال المرؤوس أمام الآخرين أو ممارسة ضغط عليه دون تعاطف ,نادرا ما يكون عدوانيا لكن لا يتسامح مع عدم الكفاءة و السلوك المعيب كما ذكرنا سابقا .

هذا النوع من المتحرش هو نفسه ضحية ,غرست في قراره البيروقراطية –عبادة الأداء و الطاعة للأوامر التي تؤدي أحيانا إلى التطبيق الصارم للقانون و حتى لأكثر القواعد عنفا .

التعاطف و التقرب ليس جزء من شخصيته ,فهو مؤمن انه لا يمكن بأي حال من الأحوال فقد السيطرة على موظفيه .

 

 

 

 

 

 

 

انواع الضحايا ( المتحرش بهم) :

1/المتمرد الهش :

الأغلبية منا يخضع للسلطة و هذه العلاقة الغير متوازنة بطبيعتها معقدة و  بالتالي معقدة أيضا في إدارتها لذى وجب تحقيق توازن بين الطاعة و المبادرة ,مثل هذه العلاقة نجد لها اثأرا في الطفولة حيث غالبا ما تعاد العلاقات التي كانت مع سلطة الأسرة و التي تتمثل في سلطة الأب . إن المتمرد الهش , فريسة سهلة للتحرش و يكون عالقا بين عاطفتين متناقضتين الحب و الكراهية مما يؤدي إلى تعبه يصل إلى الإجهاد الحاد الذي لا يفهمه و لا يمكن أن يسيطر عليه و هنا تكمن مخاطر التحرش واضحة , و يصبح المتحرش به في هذه الحالة معادي تماما للسلطة التي يعتبرها سلطة والدية .

المتمرد الهش عند مواجهة المتحرش يدخل في علاقة معقدة , ضارة و مدمرة و الاثنين يجدون متعة كل في موقعه .

 

2/المضطهدين :

2-1 –الضحية الحقيقية :

ناتجة غالبا عن هشاشة بسيكولوجية واضحة , هؤلاء لا يقولون “لا” , يتجنبون أي صراع و لا يعرفون كيفية التعامل معه لهذا تجدهم ينفذوا حتى الأوامر الأكثر سوء . استغلالهم اليومي سهل , عاجزين عن المقاومة . هذا النوع سهل الوقوع في الإجهاد الحاد و قد يؤدي بهم سريعا الى الاكتئاب الخطير .

 

2-2- المصاب بجنون العظمة :

هؤلاء الضحايا لهم تمثل خاطئ للواقع , فهم يشعرون بالاضطهاد دون ان يعانون منه في الواقع . هناك ريبة و عدم ثقة شديدة نحو الاخرين , و غالبا تقدير الذات عندهم مبالغ فيه , كما قال ” جون بول غويدج ” . فبمجرد ان يمارس عليهم ضغطا زائد او سلطة اضافية تسبب لهم مضايقة حقيقية ليصبح سلوكهم غير متناسب قد يؤدي الى عواقب وخيمة على علاقاته في العمل .

 

 

3/الضحية الكاذبة :

هذا النوع من الضحايا الكاذبة تمثل مشاعر تحرش وهمية للانتقام الشخصي , و هذه التقنية يمكن استخدامها لتصفية حسابات المسؤولين في العمل  . لعب هذا الدور يتم عن طريق أشخاص يعرفون القانون و يستخدمونه بمهارة .

 

4/ الماسوشزم :

الماسوشي  Masochisme, إن هذا النوع من الضحايا يسعى بوعي او بدون وعي الى    ” الألم ” في علاقاتهم المهنية و بالتالي ينجذبوا الى معذبيهم , هذا الأخير يمكن أن يتخذ شكل سادي شاذ و يدخلا في علاقة ” سادوماسوشيستيك” . و هنا لا احد من النوعين واعي للألم الذي ينتجه لنفسه و للأخر . و العلاقة بينهما لا تبدو علاقة تحرش , فالماسوشي يسعى لإعادة العلاقات التي عاشها في الطفولة و العواطف المتناقضة بين الحب و الكراهية نحو احد الوالدين  أو كلاهما .

 

 

الجانب القانوني للتحرش المعنوي في العمل :

 

نص دستور(1996)في مادته (34) “ان الدولة تضمن حرمة الانسان و يحضر اي عنف بدني او معنوي او اي مساس بالكرامة ” و تظيف المادة(35) ” يعاقب القانون على المخالفات المرتكبة ضد الحقوق و الحريات و على كل ما يمس بسلامة الانسان البدنية و المعنوية “

و تشير المادة (30) من قانون الوظيفة العامة الى وجود حماية الموظف مما قد يتعرض له من تهديد او اهانة او شتم او قذف او اعتداء اثناء ممارسته لوظيفته او بمناسبتها ,و ماورد بصفة ضمنية بالمادة (6) من قانون العمل الذي نص على انه يحق للعمال في اطار علاقة العمل وجوب احترام السلامة البدنية و المعنوية و كرامتهم . الحماية من اي تمييز لشغل منصب عمل غير المنصب القائمة على اهليتهم و استحقاقهم .

كما نصت المتدة (144) من قانون العقوبات الجزائري ” يعاقب بالحبس من شهرين الى سنتين ,او باحدى العقوبتين كل من اهان قاضيا او موظفا عموميا بالقول او بالاشارة او التهديد او بارسال او تسليم اي شيئا لهم او بالكتابة او الرسم , بمناسبة تاديتهم لمهتمهم و ذلك قصد المساس بشرفهم و باعتبارهم او الاحترام لسلطتهم .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع

  • جريمة التحرش المعنوي في ميدان الوظيفة – م.د.علاء عبد الحسن جبر السيلاوي – كلية القانون جامعة الكوفة jcolaw.uobaghdad.edu.iq
  • من التحرش الجنسي الى التحرش المعنوي sefrou24.com
  • Marie-France Hirigoyen ,le harcelement moral ,pocket ,1998

المراجع القاونية :

  • المادة 34 من الدستور الجزائري ,الجريدة الرسمية رقم 76 المؤرخة في ديسمبر 1996 المعدل للقانون 02-03 و الجريدة الرسمية رقم 25 المؤرخة في 2001 ص7
  • المادة 30 من قانون الوظيفة العامة الجزائري , 2006 . المادة 6 من قانون العمل الجزائري 2007 ص 78
  • المادة 144 من قانون العقوبات الجزائري ,2005 ص 63

 

Related posts

One Thought to “التحرش المعنوي في العمل .. نادية بن حمزة – الجزائر”

  1. http://customcardboardboxes.tk/

    I’ve been exploring for a little for any high quality articles or blog
    posts in this kind of space . Exploring in Yahoo I ultimately stumbled upon this site.
    Studying this info So i’m glad to express that I’ve a very
    excellent uncanny feeling I came upon exactly what I needed.
    I so much no doubt will make sure to do not forget
    this website and give it a glance on a continuing
    basis.

Leave a Comment