……….لماذا قتلوها ..؟؟…..

[ad id=”1177″]

بقلم : الإعلامي محمد الشريف —-

لاول مره أتحدث عنها قابلتها في مدينة الإسكندريه صدفة , كانت تجلس في مجموعة, صامتة لا تتحدث , لم يكن وجهها غريبا علي برغم اختفائها في نظارتها الصفراء اللون و شعرها الكثيف ..

لكني بلا مقدمات دخلت علي طاولتها , و مددت يدي و قلت الفنانه ذكري !!

ابتسمت و صمت الحاضرون و قامت و مدت يدها و سلمت علي ..

أصرت وقتها أن أجلس معهم ولم يدم حديثنا أكثر من دقائق قليله ..

غادرت علي وعد بلقاء قادم في اي فرصه بالقاهره في مطعم أحد فنادق القاهره الشهيرة كان اللقاء الآخير , أعطتني أربع ورقات مكتوبه بخط اليد , تحتوي علي بعض القصائد المقدمه إليها لتغنيها باللغه العربيه الفصحي , هكذا علمت منها ..

[ad id=”1177″]

أنها لغة عربية فصحي ! لا استطيع قراءة الكلمات .. ملخبطه جدا يا أستاذه !!

قالت : أستاذه ! ناقص تقولي يا حاجه !

كنت حينها ذلك الشاب الريفي الصغير القادم من أحد القري و أعمل بمدينة دهب , بفطنتها تلمست الراحله ذكري حبي و لغتي العربيه الجيده علي حد وصفها و كانت تشكو دائما من قلة الأصدقاء مع كل من يحيط بها من أصدقاء و فنانين و معجبين ..

أخذت الوريقات لتقرأها بصوتها .. و انا استمع .. لم تكن علاقتي بالفن والأدب غير مسرحية الرجل ذو العشر خصال التي تم عرضها علي مسارح بعض الجامعات المصريه , قبل تلك الفترة بأعوام قليلة , ولم أكن أكتب الشعر الغنائي أبدا و لا العامي ولم تسمع مني الراحله ذكرى غير قصيدة بعنوان الجريحان عن البوسنة و فلسطين .

[ad id=”1177″]

من أجل ذلك و لم أدر ما السبب الذي جعل منى لديها شخصا يمكن أن تأخذ رأيه فيما تغني خاصة إذا كانت الأغنيه باللغه العربيه الفصحي .

ربما حديثنا في السياسة حيث كان حديثى حينئذ عفويا شديد اللهجة و حاداً في أحكامي علي الآخرين مما يثير ضحكها و ابتسامتها الرقيقة في بعض الأحيان ..! ربما ولكنى من حديثها و لهجتها المتيقنة و كأنها تفكر كثيرا ً قبل النطق , كنت أراها بصورة مختلفة عن الآخرين ,,تفهم جيدا الوضع العربي و تعلم الأمور السياسية كأي فنان عربي مثقف ,فقد كانت ترى من إتفاقية أوسلو عودة للوراء , وأن الفصائل الفلسطينية المدعومة خليجيا غير مأمونة الجانب , وأن لبنان لن يستقر لفترة طويلة من الزمن , و لكنها كانت ترى من الرئيس المصري حسني مبارك زعيما عربيا إن تمكن من تصويب بعض الخطوات الإقتصاديه , و تعميق دور مصر في قضية فلسطين .

[ad id=”1177″]

الحقيقه لم تكن ذكرى من هؤلاء الفاتنات في بداية عملها بالفن و لكنها اكتسبت حب و احترام و اعجاب الكثيرين حولها بعقلها و حسن إختياراتها الفنية آخر لقاء مع الراحله ذكري قبل عيد الأضحي بأيام قلائل , كان شيقا للغايه لأنى كنت أعيد النظر للفن و الفنان المثقف من خلالها , ولم يدم أكثر من نصف الساعه حيث كنت علي وشك اللحاق بالباص من منطقة ألماظة والمتجه إلي مدينة دهب في أرض الفيروز سيناء . وعدتني أن تزور دهب مع زوجها إن سمحت له ظروف عمله , و تزورني في فندق سيرتاكي حيث كنت أعمل ولم يحدث ووعدتها أن نلتقي بعد عودتي آخر الشهر إن لم تسافر للخارج , محملا ً ببعض النسخ من ديواني الأول رحلة في وادي الغرام و لم يحدث . وكان لخبر وفاتها أو مقتلها , علي يد زوجها صاعقة قهرت كل شيء في ذلك الحين , و لم أصدق حينها أنها ماتت بيد زوجها الذي كان يعشقها بجنون و تعشقه إلي حد الوله ورحلت الفنانه المثقفه ذكرى محمد , الشهيره بذكرى في 28 نوفمبر 2003 م عن عمر سبعة و ثلاثون عام , بعد أن تركت رصيدا فنيا مذهلا ً في عمرها القصير و ذكرى تدم ما دام الفن الراقي بلهجات مغاربيه و خليجية و مصريه .

[ad id=”1177″]

بعد حين من الزمن ظهرت للمستمع العربي أغنية بصوت الراحله ذكرى بكلمات أشيع أنها من تأليف الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي و منتجها في أحد أستوديوهات الإذاعة الليبية .

تقول الكلمات .:

من يجرا يقول هذا مش معقول

بنزور ونبكي ع الكعبة وقبر الرسول

قالولي الدمعة بتهدد أمن المسطول

ابكي في صدرك هنينا لا تقلق راحة راعينا

راعينا حاكم مش حاكم حامي أسطول

واهم مش فاهم مسطول بيحمي البترول

من يجرا يقول اخوتنا عن بيت الله منعتنا

قالولنا الدمعة بتهدد امن الأسطول

ننصحكم حجوا للبابا والفاتيكان اسهل من مكة والكعبة

وأكثر أمان مكة حاميها حراميها

خلي في صدري باقيها

من يجرا يقول للحاكم كرسيك يزول

ماك فاضي بنا مسطول دماغك مغسول

قلت لهم مكة انا جدي فاتحها بسيف

قالولي الغربي يحميها و أنت الي ضيف

ابكي في صدرك ريحنا لا تسيل دموعـك تفضحنا

خافوني نبكي ع الكعبة

والحق نقول نسيوا لو ندعي من عندي دعايَ مقبول

لا النصر يجينا من قصرك ولا نحلم به والحج إن كان بفضلك ملحوق عليه

ف أرض الله نطوف ونسعى نكتب 799

لانك أبا ذر ولاك سيف الله المسلول بأي صفة عن أطهر بقعة مسؤول

من يجرا يقولك ارحل يا أخ الإسلام لا تزعـل خلينا نطهر ما دنس جيش الاسطول

لا تكتب عنا تسيسنا لا رضينا الذل

لا الركب تخلف لا تسجل كل

ولا مل امتنا تمهل لا تهمل وبقوة ع الثورة تعمل ثقتنا ف الله كبيرة والشدة تزول

ونقود الزحف المقدس للكعبة طول ساعتها نقول للحاكم كرسيك يزول

يا ظالم وساعتها نطهر ما دنس جيش الاسطول

وكان لوقع الكلمات علي أذن المستمع العربي تفسيراً آخر حول قصة مقتلها ..والأهم أيا كان القاتل .. لقد خسرنا صوتاَ شجياً وفنانة واعيه تعلم جيدا أين تعيش و لمن تغني و تطرب ..كل عام و روحها الطيبه في دار خير و أمن , رحمة الله عليها ..

[ad id=”1177″]

Related posts

Leave a Comment