الأزمة الخليجية والتراشق بالإرهاب “كجادع أنفه بيده”

[ad id=”10069″]

بقلم :

ميسرة بكور

في ظل الانفجار الخليجي المشرقي»العربي» الذي قابله الأردن بمنزلة بين منزلتين و ترك الباب مواربا لمناورة في قابل الأيام، وسمع دوي صداه في مغرب العرب بتحفظ تونسي أوبتشكيل لجنة برلمانية جزائرية للتضامن مع قطر .
بَاتَ و أَصْبَحَ، الخبرالسوري خبرا ثانوياً في نشرات وبرامج اخبار محطات التلفزة العربية المعنية بالأمر التي تفرغت للهجوم والتي حاولت استيعاب الهجمات والرد بهجوم ليس بنفس الوتيرة والزخم بل بالدفاع تارة والقيام ببعض الهجمات المرتدة تارة اخرى دون ان تصيب الهدف متعمدة التسديد على القوائم والعوارض ضربات تلهب الجمهور دونما ان تحرز هدفاً مكتفية بالتعادل في الوقت الراهن حتى يطلق الحكم صافرة النهاية، اعتقد ان الموضوع متوجه نحو اشواط اضافية، ولست استبعد ضربات جزاء ترجيحية، في حال لم يكن هناك تحرك عاجل للتسوية ، يبدو أن احد الأطراف يدرك أهمية التعادل مرحليا، ولا بأس بتقديم بعض تنازل. برغم ان السوريين ليسوا طرفاً في الخلافات الداخلية الخليجية الخليجية، ولا يعني هذا تهرباً من اي استحقاق ولكن رغبة وامنية صادقة منا بان تحل القضية داخل البيت الخليجي .

[ad id=”10069″]
إلا ان انعكاسات الصراخ الصاخب في الفضاءات المفتوحة لابد له من ارتدادات في اجواء سوريا وجرحها النازف.
كنا ولم نزل نردد بأننا لا نود ان نكون طرفاً في هذا الصراع الذي نرجو ان يُحل في الحضن الخليجي، باسرع وقت وأن تمحى جميع آثاره الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولأننا نحتاج إلى بيت خليجي موحد يدعم الثورة السورية وظهرا قوياً يستند عليه ثوار سوريا في حربهم ضد القوات المحتلة الايرانية.
وهنا نسجل نقطة اننا نرحب وندعم ونشجع أي جهد من شأنه ان يستأصل تنظيم ملالي إيران الإرهابي الطائفي،الذي اعلن حربا مفتوحة على الشعب العربي في سوريا والعراق وتحاول اياديه واذنابه القذرة أن تعبث في بقية بلدان وكيانات المجتمع العربي من المحيط إلى الخليج، ولسنا نقبل أي نوع من المهادنة أوالمداهنة وتسويغ المواقف ولي عنق الحقيقة والوقائع التي تقول بكل وضوح إيران لم تكن يوما من الأيام عامل مساعد للإستقرار بل كانت على الدوام وفي كل المراحل في حاضرها وماضيها وفي كل احوالها وتحولاتها وتشكيلاتها عامل زعزعة للإستقرار الوهمي»المريح» في المنطقة وكانت ولم تزل تحث الخطى لبعثرة وتمزيق المنطقة واللعب على التناقضات وأستنبات أذرع وخلايا إرهابية في المنطقة العربية وتعمل بكل ما تمتلك من قوة مادية وعسكرية وقوة ناعمة من خلال الإعلام والمراكز والبعثات الثقافية المخادعة لنشر مذهبها الهدام في بنية الجسد العربي .
اليوم تحاول بعد أن انتشر سمها في عالمنا العربي واصبحت سببا من اسباب الشقاق العربي على الاقل في ما هو معلن، أن تلعب دور»ترياق» وطوق نجاة مضاد للسم الذي نفثته في شراييننا العربية، ويخرج علينا وزير خارجيتها لينصحنا ويشير علينا كيف نحل مشاكلنا الداخلية وهو يعلم اننا نعلم انه كذاب اشر، وما أراد اصلاحا إنما اراد النفخ في الكير والاستثمار في اختلاف الاشقاء منفذا له ولملاليه كي ينفذوا عبره إلى القلب العربي ويسكبوا الزيت على النار ويزيدوا في استعارها،ايران تعلم أن مجرد دخولها على خط الخليج العربي يؤجج الصراع، يريدون من وراء ستار أن يظهروا امام العالم والمنطقة انهم دولة اقليمية وعامل استقرار ويمكن الاعتماد عليهم في هكذا مصائب وهم أس البلاء واصل الشقاق ومعدن النفاق ومساوئ الاخلاق .
من السهل على جميع الاطراف ان تصدر بياناً تفند فيه براءتها من الرجس الايراني وتهاجم خصومها بنفس التهم وتأتي بمواثيقها لتدلل على صحة روايتها . ما يهمنا في الموضوع أن لا يسمح لايران أن تحشر أنفها في الجسد العربي وأن لا تنجو بجرائمها المرتكبة بحق السوريين والعراقيين واليمنيين، وأن لا يكون لها أي مكسب او منفذ تنفذ عبره إلى البيت الخليجي او الفضاء العربي الاكبر.
لا تسمحوا لهم استغلال الفرصة وإستثمار الأزمة للعبث اكثر في منطقتنا وتجيير الخلافات مكاسب لصالحها عبر ان تنحو هذه الدولة او تلك نحوها مضطرة رغَبا او كُرها. نعود لسوريا والسوريين الذين يراقبون بقلق شديد تطورات الانفجار الخليجي ويأملون بأن لا يخلف او يخلق إنعكاسات سلبية على الدعم الخليجي المقدم لثورة الشعب السوري وأن تمر هذه المحنة الخليجية برداً وسلاماً وان لا تكون عامل شقاق آخر يضاف الى جملة شقاقات وضعف قوة الثورة السورية وفصائلها نتيجة ارتباطاتها مع فرقاء الخليج . وان لا يتأثر الدعم المقدم للثوار السوريين بناء على تموضعهم مع احد اطراف البيت الخليجي. و تصنيف هذه المنظمة اوتلك الجمعية الخيرية على قوائم الإرهاب العربية.
نرجو انقضاء الاختبار الخليجي الخليجي وان يخرجوا من هذا الوضع اكثر قوة وتماسكاً وان يحولوا المحنة إلى منحة ، وهو ما من شأنه ان ينعكس ايجاباً على الثورة السورية التي تحتاج بكل تأكيد وحدة الصف الخليجي وان يكونوا بنياناً واحدا يَتَّكِئُ عليه الجرح السوري ويستمد من وحدة الصف الخليجي صموده في وجه الاحتلال الفارسي الايراني الوقح لسوريا ومحاولة تغيير وجهها وهويتها العربية.

[ad id=”10069″]
كلنا خاسرون من الشقاق الخليجي الخليجي الكاسب فيه خاسر، حتى لو قررت قطر الإنحناء للعاصفة اوالقبول بما يطلب إليها من الاشقاء، قد لايجبرالكسر وربما الوقت كفيل بأن يندمل الجرح، وهنا لست اناقش السبب او المسببات ومن استدعى هذا وما خلفياته، فقط اتحدث عن النتائج التي نراها بأم العين و لا تخفى على متابع واعٍ .
كسوريين لسنا ننسى لأشقائنا الخليجيين وقفتهم مع محنتنا السورية في ظل تغول «الفرس» وشراذمهم علينا، ومناصرتهم من قبل الهمجيين الروس وعصابات وازلام إيران من افغانستان إلى لبنان.
لا نرغب ان نكون محسوبين على هذا الجانب او ذك كلهم اشقاء لنا، وحدتهم قوة وتفرقهم شرذمة لنا وتقوية لمحور الشر الذي يدعم تنظيم بشار الأسد الإرهابي.
نحن في هذا الموقف لسنا نبحث عن منزلة بين منزلتين او منطقة وسطى ما بين الجنة والنار، لكن اي عاقل يدرك أن الخلافات في البيت الخليجي العرب كلهم فيه خاسرون، والرابح الاكبرهو محور الشر الذي تقوده إيران والذي اعلن حربا مفتوحة على الشعب العربي السوري والعراقي، والرابح الثاني شركات بيع السلاح وتجارالأزمات.
الا ترون ايها الاخوة والاخوات أن الرئيس الامريكي ترامب، يدعو قطر لوقف تمويل الإرهاب، ووزارة دفاعه تعقد صفقة بيع طائرات لقطر، وترسل بوارجها وسفنها الحربية من اجل تدريب من ينعتهم «ترامب» بداعمي الفكر الارهابي ومموليه.
خلاف الاخوة يجب ان يحل في البيت لا على ارصفة المجتمع الدولي الذي ينظر الينا جميعاً بعين واحدة ويتربص بنا الدوائر.
إن اخطر ما في المحنة الخليجية الخليجية أن نرمي أنفسنا بأنفسنا بتهمة دعم الإرهاب والفكر المتطرف الفضفاض الواسع الذي يتسع محيط قطر دائرته المنطقة برمتها وهو يلاحقنا جميعاً، حتى ان كاتب هذه السطور يلاحقه بشار الاسد بتهمة تمويل الإرهاب رغم أنه لا يمتلك إيجار منزله لآخر الشهر.
ايها الأهل والأحبة في خليجنا العربي احذروا الإنجرار في هذا البحر اللجي» دعم الإرهاب» نحن جميعاً متهمون بهذا البلاء محاطون به مغرقون بتهم الإرهاب وتمويله فكرا ومالاً وثقافة حتى أخمص قدمينا، نحن جميعاً بنظرهم إرهابيون ، لو رأيتم ترامب باسماً او ضاحكاً لا تصدقوه، احذروا هذه التهمة وان تتراشقوا بها، يمكنكم ان تنعتوا انفسكم وخصومكم الاشقاء بكل شيء ورميهم بكل مثالب العالم والعرب، إلا الإرهاب فهو ملصق بنا مهما فعلنا ولو أتينا بكل موثق وغلظنا لهم الايمان، سيرتد علينا واحدا تلو الآخر.
كاتب وباحث سوري

[ad id=”10069″]

Related posts

Leave a Comment