سالم هاشم يكتب|حسن المجدى حاله وليست قضية.

من الضرورى إعمال العقل والنظر بعين التدبر مرة واثنين وحتى نثبت ﻷنفسنا أنه مازلنا أحياءا لنا الدور الكيانى الذى يوجب لنا امتلاك جزءا من حيز العالم المتسع اﻷرض الضيق اﻷفق المكدس بعقول يكسوها صدأ أسود عراها لا سترها فافتضحت عوراتها التى حكت الخيبة والوهن الواصل حد العجز فى التميز بين اﻷسود واﻷبيض(الا من رحم ربى)واليوم نموذجا ما قابلناها وماقبلناه قبل ذلك ولكن وهوا بين أربع جدران خرج بروحه لتطوف عالمنا الفكرى إفتراضا وحضر بدمعات أبيه وصراخات أمه ونحيب أخته الطفله واقعا ليصرخوا فينا جميعا بصوته منبها،محذرا ..مستغيثا ومستنجدا يقول أفيقوا ﻷنفسكم أنقذوها وانجدونى من قاع بئر مظلم ابتلعنى بسواعد شيطانية لاتعرف رحمة ولا إنسانية،أياد عمياء صماء بكماء لا تمتد الا لشئ واحد،التقاط اى كائن يمر جوار بئرها لتشبع معدة بل لتشبع حجر طاحونه دوار لنكون عجينة واحدة صالحه ﻷن يتناولها ظالم معدوم الضمير
حسن المجدى قابلنا جميعا ،استفز مشاعرنا لنستفيق من غفلة وثبات نوم عميق، لنتدبر حاله ونسترجع مامضى من العمر ونتأهب لما هوا قادم فترتاب ﻷعيننا الدنيا التى استغفلتنا كثيرا وكثيرا..
حسن المجدى أيقظنا جميعا لنرى أنه ليس بقضية،مجرد قضية وهوا بطلها الذى حكم عليه بالموت مقابل جرم ارتكبه..

حسن المجدى حاله،وليست كأى حاله فاليوم تقابلنا لتجسد واقعا أليما، تصورلنا مشهدا يئن له الحجر اﻷصم، فقط عندما تحركنا واستيقظ العقل ودارت عجلة الفكر لنقرأ حدوتة حسن ونتدبرها أقصوصة جيدا لتشدنا أحداثها الغريبة بتطور مراحلها الغير منطقيه تماما وعلى اﻹطلاق.

كتابا منسوجه صفحاته بحبر باهت اللون شيطانى الحروف متشابكة على غير قانون النقش فتنسج فصولا غير مرتبة لتصل بنا الى نهاية محال القبول بها لعدم قانونية مراحل تواترها وتطورها ووصولها الى هذا الحد.
حسن المجدى من مشجع الى معتدى عليه الى جسد فاقد الوعى وبقدرة قادر يصدر فى حقه حكما باﻹعدام كيف ذلك ومتى وأين !!
وعند التفكر فورا ينكر العقل ويستنكر بل ويغضب لان هذا استخفاف بين به كونه آلة ربانية وضعت للمنطق فقط.

حسن المجدى الشاب ابن الثامنة عشر فى أحداث ستاد بورسعيد أثناء المباراة بين النادى المصرى البورسعيد والنادى اﻷهلى خرج هذا الشاب من بيته بمدينة المنزلة متجها ليشجع اﻷهلى ناديه المفضل
فيجلس بين جمهور اﻷهلى ويصيح مهللا مع أقرانه يقدم الطقوس التشجيعية المعهودة والمتعارف عليها بروح رياضية داخل ملعب كبير ولم يكن كغيره يدرى بما يحاك وانه سيكون ضحية مجنى عليه ميتا أو يزج به فيكون قاتلا وجانى يستحق اﻹعدام ،بأى شكل مصيره واحدا وهوا الهلاك..
وبنهاية اللقاء وبعد الطاحونة الدائرة بقصد ممنهج لزعزعة أمن الحبيبة مصر والمتمثل فى مجزرة استاد بورسعيد التى نجى منها حسن ليفر الى غرفة ملابس اللاعبين فيلقى على اﻷرض مغشيا عليه ويرده لوعيه اللاعب عماد متعب بل ويطمئنه ويعطيه حذائه ويخرج حسن وأخيه وأصدقائه ليعلم بعد ذلك انه قاتل ومحكوما عليه باﻹعدام كيف ذلك الله أعلم!!
وعند إعادة اﻹجراءات وبعد شهادة عماد متعب الموثقة والتى لم يؤخذ بها وهى دليل برائة أصيل وأيضا عدم ورود دليل إدانة قاطع ويحكم عليه باﻹعدام فهذه كارثة تستوجب الوقوف فكيف يستهان بالعقل هكذا!!

اليوم حسن يقدم لحبل المشنقة بلا دليل كيف ذلك وكيف يحدث ولما يحدث ولصالح من يحكم على برئ ليكون فدوا لخسيس ودنيئ تنصل من اﻹنسانية ليزهق أرواحا بدون حق مقابل حفنة من الجنيهات لحاجة فى نفس يعقوب..
الكل يعرف من الجانى ،الكل يعرف من المقصود ،الكل يعرف لما كانت المزبحة!!
حسن حالة تستدعى الوقوف مع أنفسنا أولا ومعه ثانيا لنقول لا ،لنقول هناك عقول خلقت لتعمل فلا تستخفوا بها وقدموا دليلا واحدا نقبله فى قضية مواطن
حسن دمه ليس أغلى ممن ماتوا وأيضا حسن لم يكن دمه أرخص من دم المجرم الحقيقى ليقدم فدوا بديلا له..

 

Related posts

Leave a Comment