سيد عبد القوي يكتب/افلا تتفكرون

 إن في رحله(ذي القرنين) نماذج لشعوب العالم الثالث ينبغي ان نتوقف عندها. فإن الله كرم بني آدم بالعلم و المعرفه وهؤلاء الأقوام التي قابلها ذي القرنين ذلك الرجل الصالح أقوام لا يعرفون شيئا عن الكون وطبيعته وان الله قد سخر الكون بما فيه لخدمة الإنسان ومع ذلك فهم لا يدرون شيئا ولا يحسنون صنعا كما ذكرهم المولي في قوله تعالي: (حتي إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع علي قوم لم نجعل لهم من دونها سترا). إنهم عراه كالوحوش و الأنعام لا يعلمون شيئا عن الثياب وعن ستر العوره وكان يجب عليهم ان يسترو ابدانهم وأنفسهم بأنواع الثياب. فبدأ يعلمهم كيف يحسنوا صناعه الغزل والنسج وان يستفيدوا من الماده التي خلقها الله في الطبيعه وسخرها لمعيشتهم وحياتهم. ومضي ذي القرنين في رحلته (حتي إذا بلغ بين السدين وجد من دونهم قوما لا يكادون يفقهون قولا) إنهم قوم اقرب إلي البلاهه والعجز لا يستطيعون الكلام او التعبير او حتي الفهم لأمور الحياه التي يعيشون فيها وقد شكوا إلي ذي القرنين بأس جيرانهم (يأجوج ومأجوج) وإحتلالهم لأرضهم وشده بأسهم وقوتهم فهم يأكلون كل شئ امامهم فعرضوا علي ذي القرنين مالآ لينقذهم من هذا البلاء ولكن الرجل الصالح رفض هذا المال من هؤلاء المستضعفين وطلب منهم ان يعملوا معه في إقامه الحصون ومقاومه العدوي وان يرفعوا مستواهم العسكري والصناعي حتي يكونوا اهلآ لحياه كريمه قال تعالي: (ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة اجعل بينكم وبينهم ردما). إن الفقر الثقافي أسوأ عاقبه من الفقر المالي والأمم التي تعاني من الجهل والتخلف لاتصلح للمعالي واعتقد أن الامه الإسلاميه في الوقت الحاضر أحوج أهل الارض إلي الدروس القرآنيه العظيمه فإن تخلفنا الفكري والصناعي والزراعي تسود له الوجوه (نحن نأكل ما يزرعه غيرنا ونلبس ما ينسجه غيرنا) نحن للأسف،، اشبه بالأقوام التي قابلها ذي القرنين في رحلته

Related posts

Leave a Comment