المستشار حسام الجعفري يكتب… الاعدام في الاسلام

المستشار والخبير القانوني

حسام حسن الجعفري

طالبت ١٤ دولة مصر بإلغاء عقوبة الإعدام أثناء البيان الختامى لمناقشة التقرير المصرى المقدم للمجلس الدولى لحقوق الإنسان، وتنقيح التشريعات على نحو يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان فى كل ما يمس عقوبة الإعدام.

تاريخ عقوبه الاعدام
الاعدام في الاسلام
قال تعالي بسم الله الرحمن الرحيم (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ) صدق الله العظيم
فقسمت الشريعة الإسلامية العقوبات إلى ثلاثة أنواع، وهي:الحدود والقصاص والتعزير، وحددت عقوبة الإعدام في جرائم الحدود والقصاص، فالعقوبة الأصلية لجريمة القتل العمد هي القصاص أي قتل القاتل، إذا ما توافرت أركان الجريمة في حقه، ومع ذلك فقد أحاطت تطبيق هذه العقوبة القاسية بسياج من الضمانات والكثير من الشروط. أما إذاعفا ولي الدم فإن العقوبة التعزيرية الواجبة لجريمة القتل، واختلف الفقهاء فيها على ثلاثة اتجاهات: فابن حزم يرى عدم العقاب مطلقًا بعد العفو، أما الإمام مالك فقدر العقوبة التعزيرية بمائة جلدة والسجن سنة، بينما يرى أبو حنيفةوالشافعي وأحمد أن الجاني إذا كان معروفًا بالشر فإن للإمام أن يعزره بما يرى، حسب ما تقتضيه ظروف البيئة والمجتمع.
و يرى علماء الدين الإسلامي أن عقوبة الإعدام يبيحها الإسلام ولا يحرمها في حالة القصاص، ولكن للضحية أو أسرته الحق في العفو. وفي الفقه الإسلامي، فإن تحريم ما لم يحرمه الله يعد حرامًا من الأساس. وبالتالي، فمن المستحيل إلغاء تطبيق عقوبة الإعدام إلغاءً تامًا التي تؤيد على نحو واضح، لأنها ضرورة لردع الجناة واستقامة الحياة في المجتمع ولكن في حالات قصوى ولا يحكم بها إلا قاضى وهو أعلى درجة من المفتى في حدود القضية. قد تقضي الشريعة الإسلامية بضرورة تطبيق عقوبة الإعدام في حالة الارتداد عن الدين الإسلامي، وكذلك الرجم بالحجارة حتى الموت في حالة الزاني المحصن (المتزوج) إذا اعترف أو شهد عليه أربعة شهود بمعاينة تامه لواقعة الزنا بالكيفية الشرعية، بيد أن ثمة اختلافًا شاسعًا بين الدول الإسلامية وبعضها فيما يتعلق بتنفيذ هذه العقوبة فعليًا. على أنه يمكن التسامح في عقوبة الإعدام في حالة العفو والصفح عند القتل بنوعيه الخطأوالعمد. “،
الاعدام في الوقت المعاصر
تعد عقوبة الإعدام أقدم العقوبات البشرية، ويمكن تعريف عقوبة الإعدام بأنها: قتل شخص بإجراء قضائي من أجل العقاب أو الردع العام والمنع. ظلت عقوبة الإعدام راسخة في منذ القدم. حتي صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام ١٩٤٨ والذي نص على حق الإنسان في الحياة، إلا أنَّ ديمقراطيات عريقة مثل فرنسا وبريطانيا لم تُلغ عقوبة الإعدام قبل ثمانينيات القرن العشرين حتي صدرت قرارات من الامم المتحده حثت فيها الدول على احترام المعايير الدولية التي تحمي حقوق الأشخاص الذين يواجهون عقوبة الإعدام، وتقييد استخدام تلك العقوبة تدريجيا، وخفض عدد الجرائم التي يُعاقَب عليها بالإعدام. وهناك أكثر من ١٦٠ دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ألغت عقوبة الإعدام أو لا تمارسها.

التوصيات الدولية بشأن العقوبة
حظيت عقوبة الإعدام باهتمام بالغ من المجتمع الدولي، ويتجسد هذا الاهتمام في صورة معاهدات، أو اتفاقات دولية أو إقليمية ترمي إلى إلغاء عقوبة الإعدام في الدول الموقعة على تلك الاتفاقيات.فيوجد ٨٩ دوله ألغت عقوبة الإعدام بالنسبة لجميع الجرائم، وعشر دول ألغت عقوبة الإعدام بالنسبة لجميع الجرائم عدى الجرائم العسكرية. ويمكن اعتبار أن ٣٠ دولة قد ألغت عقوبة الإعدام من الناحية العملية؛ إذ توجد هذه العقوبة في تشريعاتها العقابية، وتصدر أحكام قضائية بها، ولكن هذه العقوبة لا تنفذ في الواقع العملي مما يرفع مجموع الدول التي ألغت عقوبة الإعدام في القانون والواقع العملي إلى ١٢٩ دولة. وقد ألغت أكثر من ٤٠دولة عقوبة الإعدام بالنسبة لجميع الجرائم منذ عام ١٩٩٠. نصت العديد من الاتفاقيات الدولية كالاتفاقية الدولية للحقوق السياسية والمدنية في المادة السادسة على أهمية الحق في الحياة وأهمية أن يحمي القانون هذا الحق والتاكيد على عدم حرمان أي فرد من حياته بشكل تعسفي وأوصت بعدة توصيات للبلدان التي مازالت تنفذ عقوبة الإعدام. على المستوى القاري في أفريقيا دعت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب الدول الأفريقية إلى التقيد بالحظر الذي أعلنته على تنفيذ عقوبة الإعدام. واعتمد القرار في الجلسة العادية الرابعة والأربعين للجنة الأفريقية، التي عقدت في أبوجا، بنيجيريا وتعتبر جيبوتي الدوله العربيه والافريقيه الوحيد التي الغت عقوبه الاعدام وكذلك دوله ماليزيا اخر من طبق إلغاء عقوبة الإعدام،
وولاتزال ٢٣ دولة فقط تستخدم عقوبة الإعدام، وتعتبر الصين “أكبر منفذ للإعدام بالعالم” تليها إيران ثم السعودية.
وقد ألغت سنغافوره عام ٢٠١٢ عقوبة الإعدام الالزامية في بعض حالات الاتجار بالمخدرات وبعض جرءام القتل
الإعداماليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعداممصر

هل يوجد بدائل للاعدام

يوجد عقوبات بديلة استخدمتها الكثير من الدول كالسجن لفترات طويلة «السجن المؤبد» حيث يمكن الرجوع عن العقوبة إذا ظهرت أدلة جديدة وأيضا تكون العقوبة البديلة بمثابة إعطاء المتهم فرصة لإعادة التأهيل داخل السجن ويمكن أن يكون هناك مراقبة ومتابعة داخل السجن لمراجعة الحالات التي تم إعادة تأهيلها داخل السجن لتكون جاهزة للانخراط داخل المجتمع مرة أخري.
فعقوبة الإعدام تمثل انتهاكا لأهم حقوق الإنسان على الإطلاق وهو حق الإنسان في الحياة، ذلك الحق الذي كفلته المواثيق والاتفاقيات الدولية ومنها المادة السادسة من الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية. ونصت المادة الثانية من ميثاق الحقوق الأساسية للاتحاد الأوروبي على منع عقوبة الإعدام في الاتحاد الأوروبي.

Related posts

Leave a Comment