مسرحية عابثة بكلية التربية بجامعة الأزهر 

-للدكتور حسن عبدالعال كلية التربية جامعة طنطا

متابعة_ احمد عبد الحميد 
لم أكن أعلم عنها شيئا حتى قرأت مقالا جذب انتباهى عنوانه المثير وهو ” الشيطان يعظ فى الأزهر ” للكاتب الصحفى محمد عصمت بتاريخ الاثنين ١٥ ابريل ٢٠١٩ . ويعرض المقال لما حدث فى هذه الكلية بالجامعة العريقة على النحو التالى : فقد طلب الدكتور إمام رمضان أستاذ العقيدة بكلية التربية بجامعة الأزهر من الطلاب الحاضرين فى آخر محاضراته ” خلع بنطلوناتهم ” لكى يحصلوا على امتياز فى مادته ، فاستجاب لعرضه طالبان أحدهما خلع بنطلونه بالفعل أمام زملائه ، وصوره عشرات الطلبة ورفعوا الصورة على مواقع التواصل الاجتماعى ، فأصبحت الواقعة المشينة فصلا جديدا من ملحمة العبث والتردى الذى نعيشه ، ويثير غضب الرأى العام ويشعل حملات الاستنكار ، دون أن يختفى هذا العبث وذلك التردى من حياتنا .

وبرر الأستاذ صاحب الواقعة ما فعله بأنه أراد أن يتقمص دور الشيطان الذى يحاول إغراء البشر بتحقيق أحلامهم مقابل تقديمهم تنازلات أخلاقية مشينة ، وأنه حاول تمثيل تجربة عملية لطلابه ، وأنه أمرهم بعد انتهاء تجربته بالتصفيق لمن رفض خلع بنطالونه ، مؤكدا أنه لم يكن ينوى إعطاء تقدير امتياز لمن يستجيب لعرضه .

وكان من الممكن لهذا الأستاذ أن يطبق تجربته بعيدا عن البنطلونات ، وأن يلعب دور الشيطان كما يريد ويعرض عليهم أمورا أخرى ، لكنه اختار أسوأ ما يمكن الاستعانة به ، كما لم يخبرنا هذا الأستاذ كيف كان سيطبق تجربته إذا ألقى محاضرته هذه أمام طالبات وليس أمام طلاب ؟

واتخذ رئيس الجامعة الدكتور محمد المحرصاوى بمجرد علمه بالواقعة قرارات عنيفة ، وكأنه يخوض حربا مقدسة ضد طواحين الهواء ، فلم يكتف بفصل الدكتور رمضان والطالبين المتورطين فى الواقعة ، ولكنه قرر أيضا عزل عميد الكلية ووكيلها ورئيس قسم العقيدة ، على الرغم من أن العميد حقق فى الواقعة ورفع بها تقريرا لرئيس الجامعة . فى نفس الوقت الذى أطلقت فيه قيادات الجامعة تهديدات بتوقيع عقوبات صارمة على الطلاب الذين أذاعوا فيديو الواقعة على مواقع الإنترنت ، ولم يكن ينقصهم سوى توقيع عقوبات على كل مصرى شاهد هذا الفيديو .

الأستاذ بالتأكيد خالف بتجربته الشاذة القانون ، لكن رئيس الجامعة خرق القانون ، وكان عليه ألا يتجاوز حدود صلاحياته ، فيحيل هذا الأستاذ للتحقيق وأن يضع فى اعتباره قبل فصل الطالبين حداثة سنها وقلة خبرتهما ، وأن يوقع عليهما عقوبة صارمة بعيدا عن فصلهما .
أما قراره بعزل عميد الكلية ووكيلها ورئيس القسم فليس له مايبرره فإذا كان قوله أنهم قصروا فى متابعة العملية التعليمية ، فهذا ينطبق عليه هو شخصيا وكان عليه أن يضرب المثل ويتابع هو بنفسه العملية التعليمية داخل كل المحاضرات وأن يشمله كذلك قرار الفصل ، أو على الأقل يقدم استقالته فتهمة التقصير تلاحقه قبلهم .

 

 

Related posts

Leave a Comment