ذكريات الدراسة . . والنظرية النقدية

للدكتور حسن عبدالعال كلية التربية جامعة طنطا

متابعة عبده البربري 

فى خطواتنأ الاولى على طريق الدراسة والتحصيل ، أكد أساتذتتأ أصحاب الذهنية الوضعية ، الذين كنا نتلقى على أيديهم العلم ومناهج البحث فى التربية ، أهميه وأولوية الدراسات الامبيريقية ، باعتبارها الكيان الأبرز والأهم فى العلم على الدوام ، وشكل ذلك فى أذهاننا نحن الطلاب الذين يدرسون التربية والعلوم الاجتماعية، عقيدة راسخة تؤله الوقائع ، وتنظر اليها على انها أوعية العلم الوحيدة الموثوق بها ، ولعل ذلك كان مرجعة ما حققته العلوم الطبيعية ومناهجها من تقدم ، ومن ثم كان على من يريد تقدما للعلوم الاجتماعية ، ان يسلك ذات الطريق الذى سلكته منظومة العلوم الطبيعية ، وأن يلتزم منهجيتها البحثية .

لكن حين شاء لنا الله أن نعرف شيئا عن النظرية النقدية ، وقرأنا النقدالعنيف والصارم الذى وجهته للامبيريقية ، بدانا ندرك أن الوقائع لاتتكلم من تلقاء ذاتها ، وأن الذى يتيح الدلالة التفسيرية او الشارحة – التى تختلف تماما عن الدلالة الإحصائية المعتمدة فى الدراسات الامبيريقة – إنما هى شبكة العلاقات التى تكتشف الوقائع . وذلك فى العلم أمر من الأهمية بمكان ، وأصبح التأمل الذى هو عنصر حيوى من عناصر العقل ، السبيل لكشف تلك العلاقات القائمة بين الوقائع ، وهو من يلعب دورا هاما فى هذا الشأن ، ومن قبل كان “هيجل ” قد أكد الطبيعة التأملية الجوهرية للعقل . وان كانت الامبيريقية قد حطت من شأن التأمل فقد جاء “ماركوزة ” كما كان هيجل من قبل ليقول – كما يذكر ” آلن هاو ” فى كتابه ” النظرية النقدية ” : إن ماهو موضع شك والتباس هو اختزال العقل لمصلحة الوقائع ، وذلك يعنى تخلى العقل عن عرشه ” .

ولقد علمتنا النظرية النقدية ان الشخص المتأمل هو من لا يقبل على نحو عقائدي جامد هذا المظهر او ذاك على أنه كل ما هنالك ، بل ان المظاهر تعكس صورة علاقة تاريخية بين الذات والموضوع .

 

Related posts

Leave a Comment